التسول السريع.. «تيك أوي»!

لاحظت منذ فترة ظاهرة تسول جديدة، كانت في السابق عابرة تبرز أوقات المواسم، لكنها الآن تستوطن، وإذا كان بعضنا تعود على متسولات الليموزين، مجموعة من النساء يتجولن في سيارة أجرة للتسول بطريقة مختلفة، تبدأ بالسؤال عن الطريق، ثم طلب الفزعة لضائقة ما، أو آسيوي يقود سيارة بلوحات خليجية ومعه أسرة يخبرك بأنه في الطريق إلى مكة أو المدينة، يعرض عليك شراء «دهن عود»، ثم يطلب مساعدة لدفع قيمة الوقود. هذه النماذج معروفة، لكن الظاهرة الجديدة مختلفة قليلاً، سيارة خاصة من فئة فوق المتوسطة بلوحات خليجية أو سعودية يقودها سائق من «خليجنا واحد» كما يتوقع، إذ لا تستطيع تحديد هويته، تجلس بجواره في المقعد الأمامي امرأة، وهو في السيارة ينتقي بعض المارة من المواطنين، ينادي – بواسطة المنبه – على مواطن، ثم يطلب مبلغاً من المال لأجل الطريق.
يمكن لأي منا أن يحدث له ما يجبره على الحاجة لآخرين لا يعرفهم، أبسط الأمور كسر سيارتك وسرقة ما بداخلها وأنت مسافر، وسرقة السيارات متفشية، لكن في ظاهرة التسول الجديدة لاحظت احترافاً، صادفت أكثر من مرة في مواقع مختلفة الأشخاص أنفسهم، وحينما تحدثت مع بعض الأصدقاء، وجدتهم أيضاً مرّوا بمواقف مشابهة، في واحدة من الحالات الذي يتغيّر فقط هو المرأة، مرة سيدة تحمل مولوداً «ربما يكون دمية باربي أو أم خماس»، ومرة تكون امرأة طاعنة في السن لا يعرف كيف استطاعت ركوب سيارة دفع رباعي، أيضاً لا يمكن التأكد من أنها امرأة، لا ننسى حالات القبض على شباب تنكروا بملابس نسائية في أسواق.
والمشكلة أن هذه الظاهرة تحرم المحتاجين الحقيقيين ممن انقطعت بهم السبل فعلياً، تحرمهم من استجابة الناس لحاجاتهم، ظاهرة سلبية تضع كل السائلين في كفة واحدة. بعد تجارب مرة عدة يشعر الإنسان فيها بأنه مستخف به، ورأيت أن بعض الأجهزة الحكومية بدأت العمل في نطاق صلاحياتها للاستفادة من أجواء حملة تصحيح العمالة، حتى وزارة النقل «ما غيرها» طافت على بعض مكاتب تأجير السيارات، لتكتشف أعداداً من المكاتب غير المرخصة تسرح وتمرح، طبعاً وزارة النقل لم ويبدو لن تمس قطاع الليموزين!
المهم هناك وزارة لا أرى لها حراكاً، وهي وزارة الشؤون الاجتماعية.
بإمكان الوزارة «لو أرادت» الاستفادة من الحملة لتفكيك عصابات التسول واستغلال الأطفال والنساء، لكنها قابعة هناك.. في الظل، فهي لا تحب «هجير»الأضواء.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على التسول السريع.. «تيك أوي»!

  1. الاستاذ عبدالعزيز سلمه الله
    الطريقة التي يتبعها مجموعات التسول جديدة قديمة وكانت بدايتها قبل عدة سنوات امام التميمي طريق الملك فهد وعند محطات الوقود طريق جدة قبل القدية ولم يردعهم خجل اونظام يطبق بحزم وانما ترك الوضع لحلول مستقبلية والمؤسف حقآ ان الطرق المودية لوزارة الشئون الاجتماعية من جهة الشرق والجنوب الاكثر نشاطآ للمتسؤلين .

  2. عبد الله محمد حسن المجددي كتب:

    أخي الكريم مزارة الشئون الاجتماعية هي من ساهم في تفشي هذه الظاهرة وأصبحت كما يقول المثل ( على عينك يا تاجر ) فالمشاهد تواجد المتسولين على أكثر إشارات المرور .. ولم أرى أنا شخصيا أي متابعة لفرق التسول لؤلئك المتسولين .. حتى أنني سمعت أنه أن المتسولين مطمئنين لعدم ملاحقة فرق المتابعة لهم لأنهم يقومون بواجبهم نحو تلك الفرق … وما يؤكد لي اطمئنانهم هذا .. هو تواجدهم الدائم في مواقعهم … وتواجد المتسولين بهذه الصورة فيه خطر أمني حتى أنني سمعت أن هناك حوثيون يستجدون الناس لدعم قضيتهم ..

  3. ابو وائل كتب:

    الاستاذ الفاضل قد لا يعلم سعادتكم ان مهمة مكافحة التسول في المملكة والتي كانت مناطة بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومن ثم اسندت الى الشؤون الاجتماعية بعد انفصال العمل عنها والتي كانت تقوم بها بناءا على محضر بين وزارة الداخلية ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية تم توقيعه منذ اكثر من اربعين سنة وفيه تعهدت وزارة الداخلية بإنشاء مراكز لتجميع المتسولين وترحيلهم واوكل أمر مكافحتهم لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالاشتراك مع الشرطة ولكن للاسف لم يتم انشاء هذه المراكز منذ ذلك الوقت ولا يخفى على سعادتكم ان مهمة مكافحة التسول في جميع انحاء العالم تناط بالشرطة وتعتبر جنحة يعاقب عليها القانون .
    واخيرا وبعد مرور هذه السنوات الطويلة تم الرجوع الى الاصل واناطة مكافحة التسول الى الشرطة في جميع انحاء المملكة وذلك منذ مايقارب ثلاث سنوات على ما اعتقد ولذا فقد يوافقني سعادتكم على ان مكافحة التسول اصبحت من اختصاص الشرطة والدوريات وليس لوزارة الشؤون الاجتماعية دور في ذلك .
    ارجو ان تكون الصورة قد اتضحت لسعادتكم.
    مع خالص نقديري لما يخطه قلمكم الكريم من تسليط الضوء على مشاكلنا الاجتماعية وهموم المواطن وتنبية المسؤلين لها .
    سائلاً الله لكم التوفيق والسداد.
    والله يحفظكم .

التعليقات مغلقة.