يبرز الأكل في رمضان أكثر من غيره، يتسيّد المشهد في وسائل الإعلام وفي هواجس الصائمين أيضاً، هذا يغذي ذاك ومنه يتغذى. وإذا ذهب الصائم للتسوق بعد العصر فهو سيجلب معه أكثر من الحاجة.
وثقافة الأكل في مجتمعنا لم تنل نصيبها من الطرح والنقاش الهادئ لمعرفة السلبيات والإيجابيات، نفتقر إلى القدوة الحسنة هنا، إن الغالبية منا تنتقد الإسراف لكنها حين الامتحان ربما تمارسه، وعلى سبيل المثال الولائم في مجتمعنا يتغلب فيها الحرص على سد العيون على الوفاء بحاجة البطون، يلهث المضيف لأجل سد عيون الضيوف، على رغم علمه الأكيد بعدم أكل تلك الأصناف المتنوعة أو كمياتها المضاعفة، لكنه هاجس كلام الآخرين وانتقاداتهم المتوقعة، وهي واقعة وحقيقة، «الحش» قد يصدر حتى من بعض أولئك الذين ينتقدون الإسراف، لا بد من وجود مادة للحكي، وكما يتشارك الناس في الصحون يتشاركون في الحكي عنها.
ولا بد من أن نطور ثقافة الأكل في مجتمعنا، في المنازل والولائم، لا يعقل أن يكون الفرد في مجتمعنا من الأكثر إنتاجاً لنفايات أطعمة كثير منها صالح للأكل.
في المطاعم طرحت سابقاً إعادة النظر في حصة الفرد شريطة أن ينعكس هذا على السعر انخفاضاً، في الغالب ما يقدم للفرد من المطاعم «وقد استوفت كلفته مع الأرباح» هو أكثر من الحاجة، مصير جزء مهم منه إلى سلة النفايات، يمكن الغرف هنا، من يُرِدْ يُزدْ له بدلاً من ضياع النعمة وعدم احترامها.
أيضاً لا بد من تشجيع من يرشّد في الولائم بامتداح فعله علانية ليصبح قدوة لغيره في المجتمع، ويتحول الأمر إلى تصرف مألوف ومعتاد. نحن في حاجة لأن نرسخ الصورة السلبية المنبوذة للإسراف بالعمل على الحد منه، ولكل منا دور في ذلك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط