أصلحوا بينهم

تبنّت السعودية واستضافت كثيراً من المبادرات للمصالحة والحوار بين أطراف سياسية متصارعة في دول عربية وإسلامية، والمشهد المصري بأطرافه المتصارعة ودماء سفكت واحتمال مزيد منها، بحاجة ماسة إلى حضن عربي إسلامي يجمع الأطراف ويفتح لهم أبواب الحوار للخروج من الأزمة العصيبة التي تمر بها مصر. وفي تقديري، ليس هناك أكثر أهلية لهذا من المملكة العربية السعودية، ونحن الآن في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وفي مكة المكرمة يتوجه المسلمون إلى الله تعالى طلباً للرحمة والمغفرة وإصلاحاً لحال الأمة العربية والإسلامية.
وهناك حقائق لا بد من التعامل معها في القضية المصرية، منها أن تنظيم أو جماعة الإخوان المسلمين – مهما كان الرأي فيها – من مكونات المجتمع المصري ولا يمكن إقصاؤها من دون ثمن باهظ سيدفعه المصريون ومصر، وهم بالفعل دفعوا جزءاً منه.
ولا أعتقد أن شوائب تاريخية وحاضرة معروفة ما بين الجماعة والحكومة السعودية وبعض دول الخليج تحد من فرص إطلاق مبادرة سعودية للم الشمل المصري، في مكة المكرمة وفي العشر الأواخر من شهر رمضان، المصلحة العليا العربية والإسلامية تحتم ذلك.
إنها مبادرة تستحقها مصر ويستحقها المصريون، وهي ستفتح الأبواب للعقلاء والحكماء بعيداً عن الميادين والشوارع للبحث بهدوء عن حلول تنجو بها مصر من مستنقع التقاتل مع إصرار كل طرف على التمسك بما حققه من مكاسب، أيضاً الاستناد إلى الحشود في كل جمعة قضية خطرة وفتيل متفجر لاستمرار عدم الاستقرار والانزلاق إلى حرب أهلية في أسوأ الاحتمالات وهاوية اقتصادية في أقلها.
ثم إننا إذا تركنا أطراف الصراع لحالهم ستتلقفهم أيادٍ أخرى في الغرب أو الشرق لن تكون أكثر أمانة لتحقيق الأمن والاستقرار والتطلع لمستقبل أفضل للمصريين والعالم العربي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

5 تعليقات على أصلحوا بينهم

  1. اليوم وكل يوم يقتل عدد هائل من المواطنين في العراق ويكون الخبر في نهاية النشرة وهذا مع التفاؤل هو ما سيحدث في مصر لأن من يقبضون على السلطة بيد من حديد تدفع لهم مكافأة على عدد القتلى وهم الآن بدأو بشكل تدريجي ليتعود الشعب المصري على هذه الأعداد من القتلى ويتم بهذا الأسلوب تدمير الجيش المصري وتخلف مصر والعالم العربي الى الوراء لعدة عقود

    الأمر محسوم والحبل على الجرار لأن نقطة ضعف الدول العربية ومجتمعاتها هي أنها لا تجيد سوى ردة الفعل ودخل المخربون من هذه الثغرة حيث لبنان لا زالت ترجع الى الوراء منذ اكثر من ثلاثة عقود والعراق كذلك ماثلة أمامنا وفي تونس اغتيال ثم ردة فعل عارمة فردة فعل أقوى من الطرف الآخر وتختلط الأوراق في بؤرة لحرقها كلها وحرق تطلعات الشعوب معها

    التفاؤل هو ربما ما ذكرته في مقالك السابق وهو أن يتم تحصين دول الخليج العربية من هذا الداء وبداية مشاريع اصلاحية حيث سنملك زمام المبادرة قبل أن تدركنا أزمات ردود الأفعال والمغرب مثال ليس بالجيد ولكنه أحسن الأمثلة التي نجدها في تحصين البلد واستلام زمام المبادرة في التغيير
    نحتاج الى شجاعة وارادة لبدء مبادرات مدروسة ومقننة لنقضي على ردات الفعل والتي منها اليوم حملة “الراتب ما يكفي الحال” وبقاء الحال من المحال

  2. مستحيل ، أكرر مستحيل !
    فـلا أعتقد ان دولة من دول الخليج تستطيع ان تقوم بهذا الدور
    قطر تنحاز “قديما” مع التيار الإخواني
    والبقية :الامارات ، السعودية ، الكويت تراها جماعة الإخوان خصما
    لك .. مليارات التحايا ابا أحمد

  3. استاذي الفاضل عبدالعزيز بارك الله فيك وبارك فيما تفكر فيه من عمل انساني لا شك انه عظيم اصلاح ما يمكن اصلاحه في هذا الشهر الفضيل بين اخوتنا في العروبة والاسلام الشعب المصري الشقيق والقريب من قلوبنا جميعا في بلدنا الامين حفظه الله من كل مكروه

  4. محمد سليمان الحمدان كتب:

    شكرا على تعاطيك المتوازن مع الأزمة السياسية القائمة في مصر بين تياراتها السياسية المختلفة .إن المتابع
    لما ينشر في صحافتنا المحلية , بل وجميع الوسائط الإعلامية المحلية الأخرى , لا يمكنه إللا أن يلاحظ التحامل
    لبين على جماعة الإخوان المسلمين.وقد جاء مقالك هذا اليوم في “الحياة”ليبرهن بأن بإمكان الكاتب المنصف أن
    يقول ما يعبر عن صادق مشاعره بدون أن يتهم بالخروج على إجماع الأمة!
    ولكن إسمح لي بسؤال حول إقتراحك بالتدخل للإصلاح بين الأطراف المتنازعة في مصر. هل تعتقد بأن جميع أطراف الأزمة المصرية سوف ينظرون إلينا على أننا غير متحيزين لفئة !؟

  5. بن غانم كتب:

    يابو احمد مشكلة المصريين انهم مايعجبهم حاكم حنين ومتواضع ..ماينفع معهم الا حاكم ظالم .
    الرئيس مرسي ما مر على حكمه الا عام واحد وقلبوا عليه ..لماذا لم يصبروا حتى تنتهي فترة رئاسته ثم يبحثوا عن غيره
    كما ان الجيش المصري خان الشعب هذه المرة
    يجب ان يكمل مرسي فترة رئاسته وبعدها ينتخب رئيس جديد من قبل الشعب وليس بانقلاب
    اما بهذه الطريقة لن يستقيم لهم امر وسيستمر العمل بميدان التحرير ورابعة العدوية وستضيع هيبة مصر امام العالم لانها لم تصلح نفسها حتي تصلح غيرها

التعليقات مغلقة.