اليوم الأربعاء 26 رجب، مأساة الجسر في بغداد وصور القتلى من النساء والأطفال والرجال على شاشات القنوات الفضائية تقطَّع القلوب، الفاجعة المحزنة حدثت قبل ساعات، أصوات نحيب الأرامل والأمهات تتعالى، يسأل مذيع قناة “الحرة” ضيفه الأستاذ الجامعي العراقي قائلاً: هل رصدت أي ردود فعل عربية أو إسلامية بعد ساعات “طويلة” مما حصل في حي الكاظمية في بغداد؟! السيد المذيع لم يسأل عن رد فعل الأميركان، بعد الساعات الطويلة، وهم من لديهم قوات مسلحة في موقع الحادثة، صرف النظر عن هذه المسؤولية وذهب إلى الدول العربية والإسلامية، وكأنها دول عظمى يحسب لها حساب من المحتل الأميركي، كأنه لا يعلم ضعفها وقلة حيلتها، وفي برامج أخرى لقناة “الحرة”، يجرى التركيز على دول الجوار من دون تحديد لمواقفها ومدى تعاونها لوقف حال الفوضى في هذا البلد العربي المبتلى، الفرز لا يتم، النتيجة تأتي أن كل دول الجوار إما متواطئة أو دافعة لاستمرار حال الفوضى، أما الذي أصدر قرار حل الجيش العراقي، ثم أعلن عن خطأ الشنيع بعد فترة غير طويلة، سيئ الذكر السيد “بريمر” فلا يأتي لا ذكره ولا ذكر رئيسه، اختفى “بريمر” مثلما اختفت السفيرة الأميركية في بغداد أيام حكم صدام حسين.
الذي أصدر قرار حل الجيش العراقي وحرس الحدود كان يهدف إلى إشاعة حال من الفراغ والفوضى في البلد المحتل، لا يمكن أن يكون هناك خطأ بمثل هذا الحجم، المشكلة التي وقع فيها صاحب هذا القرار هو أنه لم يكن يعرف العراق جيداً أو هكذا نتوقع، كما أنه لم يتخيل أن قواته المحتلة لن تستطيع ملء الفراغ. كان يمكن ببساطة ان تعزل قيادات الجيش العراقي الموالية للديكتاتور وتستبدلها بقيادات نظيفة جديدة، النتيجة هي زيادة عدد العاطلين عن العمل وفراغ أمني رهيب، وحدود مستباحة. الخبر الذي لم نسمعه على الإطلاق أن الحدود السعودية العراقية سببت مشكلة، غالبية الفئات المتسربة والمهربة للعراق تأتي من دولتين فقط، وبينهما حلف استراتيجي، لكن قناة “الحرة” تصر على الدول المجاورة من دون تحديد وفرز.
لكن، أين الحكومات العربية مما يحدث في العراق؟ إذا علمنا أن الشعوب العربية متعاطفة مع الأشقاء هناك، ماذا فعلت حكوماتهم؟ حتى ولو كانت ضعيفة ومتشاغلة بأحوالها الداخلية، وإلى متى يترك العراق رجلاً مريضاً تنهش في جسده الجوارح؟ من الواجب على حكومات الدول العربية التحرك والتأثير لإيقاف نزيف العراق. تصريحات الجامعة العربية لا تكفي. وثبت الآن، وبعد سنوات الاحتلال، فشل الإدارة الأميركية التي حطمت هذا البلد في إعادة الحد الأدنى من الأمن لشعبه.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط