النصب الجوال2-2

قصة صديقي “أبو نعيله” التي نشرتها أمس، تتكرر يومياً، ولا أحد يعرف من أين تأتي هذه الاتصالات وخطورة الحصول على رقم حساب مصرفي لشخص من الأشخاص. “أبو نعيله الذهين” قد يجد في كشف فاتورة هاتفه الجوال آخر الشهر رقماً مفزعاً واتصالات لم يقم بإجرائها، ولا شركة اتصالاتنا العتيدة ولا هيئة الاتصالات والمعلومات تخبرنا بحقيقة الموضوع.
 القاعدة الذهبية في قضايا النصب تعتمد على إسالة لعاب الضحية، ما يمكن أن أسميه “التطميع”، وتأتي معه الفورية في الطلب، يطلب منك مبلغاً من المال تراه صغيراً لأن عينك تركزت على مبلغه الوهمي الكبير، وقد يكون الهدف لا يتعدى إطالة أمد المكالمة معك.
 “أبو نعيله” سبق وأن تلقى اتصالاً من دولة مجاورة يقول إنه فاز بمليون ولم تحدد العملة وكان مشغولاً بنوع العملة إلى أن نسي الموضوع، آخرون يتم الاتصال بهم والتمثيل عليهم، إما بصوت نسائي أو كبير في السن يحتاج لجراحة عاجلة جداً… جداً! وقرأت في الحياة قبل مدة عن شاب وقع ضحية لعملية نصب من هذا النوع، جاءه صوت نسائي عربي يطالبه وهو “الرجل الكريمو” ويدعو له أيضاً ومع الدعاء رقم حساب للإيداع، التمثيل بالصوت أسهل بكثير من الصوت والجسد معاً، وها نحن نرى الأخير كل يوم في شوارعنا.
وأتعجب من أولئك الفرحين باتصالات من أرقام لا يعرفونها إلى درجة يعيدون الاتصال بها فوراً، هل يعتقد أولئك أنهم عاملون في فرقة طوارئ، اسمها “متصلون بلا حدود”، وماذا ينتظرون من اتصالات مشبوهة. قد يقول قائل إن أحدهم يتوقع اتصالاً من قريب أو صديق في الخارج، أو أن عمله يستدعي الرد على اتصالات خارجية كثيرة، حسناً إذا اكتشفت أن الموضوع جائزة ضخمة فاعلم أنك أنت الجائزة أو “الذبيحة” لذلك اقفل الهاتف فوراً.
ولك أن تتصور تلك الهواتف الجوالة التي بيد الأطفال وهي كثيرة، ولم تعد الخطورة محصورة في تضررهم الصحي من إشعاعاتها بل من الممكن أن يقعوا ضحية للنصب.
السؤال لشركة الاتصالات السعودية وهيئة الاتصالات والمعلومات، والشق الأخير في اسم الهيئة يعجبني كثيراً! ما حقيقة هذه الاتصالات وهل للدول الصادرة منها دور في ذلك؟ الغريب أن عصابات العمالة تقوم بتمرير المكالمات في الداخل وتكشف أوكارها كل يوم، وعصابات الخارج تسرق خطوط الهواتف فضائياً، نريد أن نعلم من أهل المعلومات كيف يحدث هذا تقنياً؟ وهل معرفة رقم حساب مصرفي لشخص خطر عليه؟ وهذا الشق الأخير موجه إلى المصارف. الناس يتساءلون ولا يجدون من يجيب عليهم على رغم أن للمعلومات هيئة مختصة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.