التسول للوقاية من الطلاق!

العنوان ليس نتيجة دراسة كما تعودنا من بعض الدراسات، بل هو اختصار لواقع بعض المتسولين، ومنهم ما ذكر قصته أمين لجنة الاتجار بالأشخاص لصحيفة «الشرق»، إذ أخبر عن رجل متزوج من امرأتين يهددهما بالطلاق إذا توقفتا عن التسول، والرجل المتسول «غير سعودي ولم تحدد جنسيته» لديه 11 طفلاً يمثلون عمالة «شركة» التسول الخاصة به، واحدة من زوجتيه المتسولتين قبض عليها 63 مرة، ثم يطلق سراحها، لتعود إلى حضن الزوجية أو التسول، أما دخل الأسرة الشهري، فيبلغ 60 ألف ريال فقط لا غير.
الحديث عن التسول وعصابات منظمة تستغل النساء والأطفال حديث قديم، ومثله القول إن 80 في المئة من المتسولين في السعودية أجانب.
واحد ممن كان يردد هذه الأرقام «منذ سنوات» أصبح وكيلاً لوزارة الشؤون الاجتماعية، ولم نر أي تغيّر أو تطور في مواجهة التسول! بقي التسول في ارتفاع حتى تم حجز المواقع في إشارات المرور «بالعبايات» وبجوار صرافات البنوك، إذا رأيت آلة صرف في موقع مظلم، تأكد أن هناك من يختبئ بجوارها، إما متسول أو لص سيبرز إليك فجأة.
الأمين العام للجنة الدائمة لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر بدر باجابر أورد معلومات مهمة، منها أن عقوبة الاتجار بالأطفال واستخدامهم للتسول تصل إلى 15 عاماً سجناً وغرامة تتجاوز مليون ريال للأفراد، وعشرة ملايين للمؤسسات والشركات، وأن من علم بجريمة اتجار ولم يبلِّغ يُعد شريكاً فيها. حقيقة لا نعلم هل طبقت مثل هذه العقوبة على أحد مع كثرة الأطفال المتسولين «المنظمين» الذين نراهم في الشوارع يومياً؟
المعلومة الثانية التي وردت في حواره الصحافي ملاحظة جوهرية على عمل مكاتب مكافحة التسول قال: «وجدت أن مكاتب مكافحة التسول ضبطت أطفالاً يحملون هواتف نقالة، غير أن هذه المكاتب تتلف شرائح الجوال وتعدمها، على رغم أنها الدليل للوصول إلى المتاجرين عن طريق الأرقام المسجلة بها».. انتهى.
فكر معي لماذا تتلف شرائح جوالات المتسولين الأطفال؟ الستر مثلاً أو «قل السنع» أم شيء آخر لا نعلمه، والله أعلم.
asuwayed@

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على التسول للوقاية من الطلاق!

  1. عزيزي الاستاذ عبدالعزيز … حالة التسول اصبحت ظاهرة مستعصية للاسف في مجتمعنا اقول للاسف لان الكثير من افراء المجتمع يشجع هؤلاء على الاستمرار لانهم يعطون مالا يستحقون بحجة العطف .. والجهات المعنية تتساهل بدورها في الحد من هذه الظاهرة بحجة انهم ( مساكين ) اعتقد ان معالجة هذه الحالة ستبقى الى ماشاءالله .. !!!!

  2. المشكلة بان الفرد لا يجد من يعاتبه او ( يشره ) عليه .. ان عاتبه في شيء اصبح من الاعداء .. ما عليه الا ان يعاتب نفسه لانها ( شرهت ) على من لا يستحق (الشرهه ) هكذا اصبحت الامور … كل يغني على ليلاه

التعليقات مغلقة.