بحسب الأخبار، طار الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى النيجر في نهاية الشهر الماضي ليقف بنفسه على المجاعة التي يعاني منها هذا البلد الأفريقي الصغير. يقدر عدد سكان النيجر بعشرة ملايين، غالبيتهم من المسلمين الفقراء. إضافة إلى الجفاف، سببت المجاعة أوبئة تعصف بسكان النيجر. تمنيت أن يكون أول من يسافر إلى هناك، لمعرفة حقيقة الأوضاع وفي وقت مبكر، أحد المسؤولين في منظمة المؤتمر الإسلامي. النيجر عضو في هذه المنظمة وتمنيت أن يسافر إلى هناك مسؤول في رابطة العالم الإسلامي، فهي كما يشير اسمها رابطة للعالم الإسلامي، لكني لم أقرأ خبراً واحداً يشير إلى ذلك، ربما فاتني خبر من هذا النوع، وما أكثر ما يفوتني، لذلك ذهبت إلى موقع وكالة الأنباء الإسلامية الدولية على شبكة الانترنت، وهي تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وبحثت تحت اسم النيجر، لعلي أجد زيارة لمسؤول كبير في هذه المنظمات المعنية بالشأن الإسلامي الدولي، لعلي أكون مخطئاً.
تأتي أهمية زيارة مسؤولين من هذه المنظمات إلى دولة إسلامية فقيرة تعصف بها المجاعة لتسليط الأضواء الإعلامية على هذه المأساة، ومنذ وقت مبكر كما يفترض، أو كما هو مطلوب، ولعل عدم الاهتمام الإعلامي بقضية النيجر ناتج من ذلك، والمتوقع أنه عندما تناشد الأمم المتحدة دول العالم لتقديم المساعدات لبلد فقير مثل النيجر ستتغير الصورة الإعلامية وتهب الدول الإسلامية مع العالم.
إنه لمن المخجل أن يعلم أبناء العالم الإسلامي ما يتعرض له بعض أجزائه من وسائل الإعلام الغربية، وهذا الأمر يشير إلى أن لا تغير يذكر في منظمة المؤتمر الإسلامي ولا في الرابطة، كان الواجب أن يقرع جرس الإنذار بحاجة سكان هذا البلد إلى الطعام والأدوية من تلك المنظمات المعنية بهذا الشأن، لكنه بلد لا يملك، بحسب علمي، قناة فضائية مشهورة وهو ينتظر إحدى القنوات العالمية لتضعه أمام أعيننا، صباح مساء، لنعي ما يحدث هناك.
حال بلاد النيجر حال استثنائية، يجب التعاطف معها وتقديم ما أمكن من العون لسكانها، هذا هو الحد الأدنى من الواجب، وهناك حسابات في البنوك السعودية لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية وغيرها من الهيئات الموثوق بها، وهو ما يجب أن يتأكد منه ويدقق فيه كل متبرع.
بقي الإشارة إلى أن العجز الحركي والإعلامي الذي تعاني منه منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ما زال مستمراً، وكأننا لم نستفد من الكوارث التي تتابعت على العالم الإسلامي، وهو أمر يجعل البعض يتساءل: هل هناك منظومة اسمها العالم الإسلامي؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط