جرى «تكييف» قضية توظيف الأموال الشهيرة «سوا» على أنها قضية غسيل أموال. وفي خبر لـ«الحياة» يتقصى المدعي العام حقيقة مبلغ 1.3 بليون ريال، يبدو أنها جملة الأموال التي تم تدويرها في هذه القضية، ومن الخبر المنشور يوم السبت علمنا كم المبلغ الذي يتسع له كرتون البيض! اعترف أحدهم بأنه كان يحمل 16 مليوناً في كل كرتون.
في قضايا توظيف الأموال كان الانسياق مثل سيل هادر لا يلوي على شيء، تعطلت كل الحواس أمام ادعاءات الأشخاص «الثقات» مع إغراء أرباح وأحلام بالثراء، لم يبتعد المشهد عن استغلال الدين بزعم أرباح «شرعية». في الجانب الآخر نشهد الآن وشهدنا خلال الفترة الماضية عملية غسيل للرؤوس والعقول أيضاً، هي تعتمد على الثقة برؤية شخص أو أشخاص للأحداث السياسية المحيطة بنا، وفيها من استغلال الدين مع التطعيم بنسائم الحرية والديموقراطية.
ومن أعجب ما ترى الجزم والقطع برأي وموقف، بل يصل الأمر إلى القطع بتوقعات! هناك مَن يقفز غير متردد بالجزم حتى في تفاصيل أحداث تقع بعيدة عنه وليس له من علم بتفاصيلها سوى رواية «ثقات»، منها فضائيات. مثل هذا لا يتردد أيضاً في القفز مرة أخرى إلى نصب هذا الجزم والقطع ليكون قاضياً يحكم على إيمان آخرين من سلامة عقولهم إلى سلامة معتقداتهم، إذا ما خالفوه الرأي أو لم يرفعوا أصواتهم مؤيدين.
بين غسيل الأموال والعقول سمات كثيرة مشتركة أهمها تقديم «الطعوم»، تطلعات وآمال، أحلام تقدم على طبق من انتظار تتم تغذيته عند كل عقبة بمزيد من أحلام جديدة، وليس من سبيل إلى تحقيقها في عرفهم إلا بالانسياق الأعمى.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
ولا تنسى بيروقراطية القضاء لإسترداد تلك المساهمات الوهميه……يجب أن يصدر لكم حكم لكي تستعيد مساهمتك
بالرغم من السندات الموثقه .