التعليمي «ابتلع» الثقافي!

أيهما كانت له الأولوية، مسمى وظيفة ملحق، أم البناء الذي انتشر في زوايا المنازل بعد الطفرة العمرانية الأولى؟
خصص الملحق في المنزل السعودي للشباب، للضيافة غير الرسمية وشبه اليومية، جاءت بعده الخيمة، وتلتهما الاستراحة، «الوظيفة» هنا لتزجية الوقت أو قتله كما كان يقال في زمن سابق، لا يتعدى الأمر تناول الشاي ولعب الورق، مع مطالعة التلفزيون قبل الدش وبعده.
تشبه وظيفة ملحق ثقافي وظيفة الملحق في المنزل، موجود وغير موجود!
إذا تأملت ستجد أن الحضور الثقافي السعودي ضعيف، حتى ولو كثر عدد الملحقين الثقافيين، العجيب أن الإعلام السعودي يوصف بالقوة، يقصد به هنا الفضائيات بالدرجة الأولى ثم النشر، وغالب ما يوصف بالقوي هو إعلام خاص، غرضه الأول الربحية، لكن أين الثقافي هنا؟
ما زالت وزارة التعليم العالي تسيطر على وظيفة ملحق ثقافي وملحقية ثقافية، على رغم أن دورها تعليمي، اختصاصها الإشراف ومتابعة المبتعثين خارج البلاد، فما دخل الثقافي؟
في السابق لم تكن هناك وزارة للثقافة، ثم أضيفت إلى وزارة الإعلام، وأصبحت لها وكالة.
هذا الخلل مسؤول جزئياً عن محدودية الحضور السعودي الرسمي في الخارج، أقول جزئياً، لأن الثقافة لا تقف عند معارض الكتاب ومشاركة فيها، بل تتعدى ذلك بكثير، أيضاً هي لا تقف عند أسابيع ثقافية كما حصل قبل سنوات، حينما خصصت موجة أسابيع ثقافية لبلاد آسيوية بعينها. هناك حاجة ماسة إلى إعادة صياغة الحضور الثقافي السعودي، تعديل الخلل في المسميات والوظائف مهم، التعليم العالي اختصاصه محدد ومعروف، وفك الاشتباك بينه وبين الثقافي أمسى حاجة، لكن الأمر أيضاً ليس في الوظيفة والمسمى فقط، بل في الاستراتيجية الواضحة. يمكن الآن رؤية أثر ذلك الضعف، فالحضور السعودي مع كل ما يدور من حولنا حضور منقطع وغير مقيم، مرتبط بفعاليات آنية تنتهي بعد أسبوع أو خمسة أيام لا أكثر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على التعليمي «ابتلع» الثقافي!

  1. الثقافة لانها مرتبطة بالعقل اولا واخيرا فلا بد من تغذيته منذ الصغر من المراحل الاولى فان افتقد البرعم الغذاء كيف يثمر هذا ما هو حاصل في المستوى التعليمي .. اذا المكتبة المدرسية مفقودة في المدارس كيف ينشأ جيل يعرف حتى معني الثقافة

التعليقات مغلقة.