من دون مواربة أفصح مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عن طابع السياسة الإيرانية للمرحلة المقبلة، وبإشارات من الأستاذ للتلميذ الجديد وأمام الأخير امتحان الرئاسة، ففي خبر صحافي بثته فضائيات ونقل تفاصيل عنه مراسل «الحياة» في طهران قال المرشد الإيراني: «إنني مؤيد لقضية وصفتها قبل أعوام طويلة بلُيونة الأبطال، ذلك لأن هذه الحركة جيدة جداً وضرورية في بعض الأحيان». وأضاف أن «معرفة الطرف الآخر والإدراك الصحيح لأهدافه يُعد شرطاً أساسياً لاستخدام تكتيك الليونة»، لافتاً إلی أن «المصارع يبدي الليونة أحياناً لسبب فني إلا أنه لا ينسى من هو خصمه وما هو هدفه الأساسي»… انتهى.
الهدف هنا غير محصور بخصوم إيران فقط، ففي نقل آخر لكلمة المرشد على قنوات موالية تأكيد على ألا تؤثر الليونة على ثوابت وأهداف السياسة الإيرانية نفسها.
وفي عهد الرئيس محمد خاتمي كان تكتيك الليونة حاضراً وتم استثمار شخصية المثقف والفيلسوف بشخص خاتمي، لكن مع ثبات الهدف الأساسي، لذلك أمكن للهيمنة الإيرانية التوغل أكثر حتى وصل الأمر إلى استثمار أقمار اصطناعية عربية للبث الفضائي كأداة لمصلحة مشروع إيران السياسي في المنطقة، وهو المشروع الذي يستهدف الدول العربية بالأساس ولم يكن لهذا أن يكون طبعاً لولا رخاوة السياسة العربية المواجِهة للمشروع الإيراني وتشرذمها.
والليونة الإيرانية المتوقعة موجهة بالأساس للغرب، لإقفال قضية الملف النووي في مقابل إنهاء العقوبات في المعلن، وهو سيرحب بها ويحتضنها، ومن المتوقع أن يروّج الغرب للقبول بتكتيك الليونة الإيرانية إقليمياً لتعيش المنطقة العربية مرحلة جديدة ترسخ بسط الهيمنة الإيرانية التي لا تتعارض مع مصالح الغرب بدليل واقع العراق الحالي.
ولا يُعرف حتى الآن هل سيشمل تكتيك الليونة الإيرانية التصريحات الإعلامية ضد إسرائيل، أم ستستمر لعبة العداء الإعلامي في الواجهة مع اقتسام الغنائم داخل الكواليس؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط