الوطن ليس محطة بنزين!

 ما يصب في مصلحة المواطن هو ذخيرة للوطن، وكل ما يصل إلى المواطن أو يمكنه الوصول إليه بسهولة ويسر، من دون منة أو أذى هو تجذير للمواطنة ورفع لشأنها.
لا خلاف على ذلك، لكن المعضلة في تطابق الأقوال مع الأفعال.
وحقوق الوطن مطلوبة ومستحقة من المسؤول قبل المواطن العادي، لأن في يد المسؤول ما لا يتوافر في يد المـــواطن، لذلك فإن أي تفريط في تلك المسؤولية نتيجته شقوق وخروق تصيب روح المواطنة.
إن تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة الوطنية واحد من الثقوب السوداء الكبيرة التي تلتهم المواطنة، وتطوح بما تبقى منها، بل إنها توفر البيئة الخصبة لاستغلالها من كل قادر بما يضرّ الوطن، وهو مظلّة الجميع.
والمصلحة الخاصة لا تنحصر في الاستئثار بما يمكن الوصول إليه فقط، بل في المشاركة والمساعدة فيه، وكذا في غضّ الطرف عنه، سواء كان ذلك من أجهزة رقابية، أم أفراد متمصلحين، أم إلى الحياد أقرب.
ومن السهل التغني بالوطن والوطنية، إنما الفيصل هو في تقديم القدوة الحسنة الموثقة بالأفعال، الأنانية هي معول الهدم الأول، والمثل الشعبي الساخر الناقد يقول: «كل يجرّ النار لقريصه» وقد تنطفئ النار وتحترق أياد.
ولا يمكن غرس الوطنية بالمناهج والأناشيد والقصائد فقط، بل بالعمل المفيد للجميع، ولا بد من تكملة العبارة «المفيد للجميع»، لأن الكل يعمل إنما في أي اتجاه، وما هي المحصلة؟
ولا بد من الاعتراف بأن البعض منّا يتعامل مع الوطن مثل تعامل سائق مركبة مع محطة وقود في طريق عابر لا يعنيه في شيء غير تزود المزيد كلما أمكن ذلك وبحسب ذمته، فأين المواطنة وحقوق الوطن من ذلك؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على الوطن ليس محطة بنزين!

  1. استاذي الفاضل .. كل يحب الوطن هذا يقوله المواطن شيء جميل ورائع .. لكن عندما تصطدم هذه المحبة بمصلحته الشخصية تنقلب الامور الى الانتقاد اللاذع وكانه ينتقد اي شخص عادي هذا ما يلاحظ من بعض المواطنين للاسف .. وكانهم لا يعلمون بان الولاء للوطن بعد عبادة الله عز وجل ليروا اي مقام رفيع يتبوأه الوطن .. المواطنه الحقيقية تنبت جذورها في الارواح من الصغرحتى اذا ما كبر تثمر المواطنه الصالحة من اخلاص في العمل ومحبة ابناء الوطن والمبادرة في تطويره كل حسب موقعه بدون التفكير في مقابل سوى ما يستحق ….

التعليقات مغلقة.