رمضان كريم

كل عام والجميع بخير وعافية وتوفيق من عند المولى عز وجل في الدنيا والآخرة.
أول أيام الشهر الكريم سمعت طفلة صغيرة في المرحلة الابتدائية تخبر زميلتها أنها صائمة، وأنها ستصوم باقي الشهر، أجمل ما في كلام الطفلة الظريفة، قولها لزميلتها إن الصوم ليس عن الأكل والشرب فقط بل إن اللسان يصوم، وتسألها زميلاتها وكيف يصوم اللسان؟ فترد عليها بأن لا نقول “كلام شين”.
هذه الطفلة حرسها الله تتحدث عن الكلام “الشين”، وكثير من الراشدين من كبار الصائمين ما زال الواحد منهم يعتقد أن صيامه ليس سوى كرت مرور يسمح له بإطلاق العنان لأعصابه المتوترة يميناً ويساراً، ويسمح له بقيادة سيارته بسرعة هائلة، وليس لديه مانع من أن يدوس على الآخرين فهو صائم، فالصوم حسب فهمه حصانة له وميزة تسمح بكسر القواعد وتخطي رؤوس الناس، وما زال فهم كثير منا عن الصيام لا يتجاوز التوقف عن الأكل والشرب حتى سماع صوت المؤذن، ثم التنقل بين المسلسلات التلفزيونية، ولاحظت أن بعض القنوات الفضائية العربية لم تخجل من إطلالة الشهر، كما كان معتاداً في السابق، فاستخدمت النساء بشكل مخز واستمرأت ذلك ويظهر أنها لم تر هلال الشهر الفضيل حتى الآن.
ومع إطلالة رمضان المبارك قرأت مطوية لأمانة مدينة الرياض تخبرنا فيها عن عزمها إنشاء مئة ساحة بلدية في أحياء مدينة الرياض على مدى ثلاث سنوات، وهو خبر مبهج وأتذكر أن ساحة من هذا النوع موجودة داخل حديقة في حي السويدي منذ سنوات طويلة، وأثبتت نجاحها ولست أعرف سبب عدم نشرها في بقية الأحياء، ومع ذلك هو خبر يسعد النفس.
 الشباب والأطفال والكبار بحاجة ماسة إليه وليت أمانة الرياض تختصر المدة إلى النصف، لأني أعتقد أن ظلماً قد وقع على المشاة في العاصمة  وأن الشباب على رأس القائمة، وربما إذا ما انتشرت هذه الساحات وتكاثر مرتادوها سيتساءل البعض قائلاً: “أين كان كل هؤلاء يقضون أوقاتهم؟!”.
ولا أنسى أن اشكر كل من أرسل مهنئاً بالشهر الكريم أو متسائلاً عن الكاتب والزاوية أثناء الإجازة القصيرة، وكان بودي أن يصوم القلم ولكن ليس في اليد حيلة بخاصة ما إذا كانت “يدك تحكك”!
للجميع الشكر والتقدير والدعاء بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.