«المزاين».. من البعارين إلى الدجاج!

أرجو الرأفة بأصحاب «مزاين» الدجاج، النقد لـ«مزاينهم» جاء من كل حدب وصوب، وتلوّن بالتهكم والقسوة، حتى إن استشارياً في الطب النفسي وصف بعضهم بالمجانين، وهو ما لم يحدث عند بروز ظاهرة «مزاين» الإبل، فلربما أن فارق الحجم بين الناقة والدجاجة له دور في ذلك.
حتى في الحيوانات هناك «طبقية»!
والمتخصص في الطب النفسي – بحسب ما أراه صواباً وأكثر انسجاماً مع التخصص – لا بد من أن يكون حذراً عند التشخيص العلني!
أعتمد على ما نشرته صحيفة «الجزيرة» – إضافة الى التشخيص السابق – إذ قال استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي: «إن الجزيرة العربية لديها موروث الفخر بالإبل والخيل وليس الدجاج»، وأعتقد أن «أُس» المشكلة وجذر العلة يكمن في مسألة الفخر والتفاخر والمباهاة بغرض الصدارة والشهرة لا غير، سواء أكان بناقة نجيبة أم بسيارة فخمة أو دجاجة… لا فرق عندي.
وأول ما بدأت ظاهرة مزاين الإبل بالسباقات، ثم برز التفاخر وارتفعت الأسعار لتصبح هدفاً لطلاب الشهرة والاحتكاك بطبقات أعلى اجتماعياً أو مالياً، حتى قال البعض إنه مفتون بها، ثم تطور الأمر إلى تنافس قبلي، وكل هذا قاد إلى مظاهر إسراف وبذخ ممقوت. لاحقاً تقدمت «المزاين» خطوة أخرى إلى ما قيل عنه إنه شبهات «غسل أموال».
ومن الأسباب في رأيي المتواضع أن هذه الفعاليات – إن جاز التعبير – لم تتم إدارتها بالشكل الصحيح، فلا وضوح في الأهداف ولا استثمار للاتجاه، إذ تركت «رسمياً» ليتم التعامل معها كـ«حراج».
على سبيل المثال، كان من المؤمل أن تنتج وترسخ ظاهرة «مزاين الإبل» ثقافة إنتاجية، تعمق العلم بالأمراض السارية وسبل مواجهتها لتحسين إنتاج اللحوم والحليب مع تخفيف كلفة الأعلاف، وكان من الممكن استغلالها لخفض عدد حوادث المرور التي تسببها الإبل، إنها – ويا للأسف – لم تنتج حتى استثماراً جيداً لحليب النوق! وسبب ذلك عدم وجود إدارة رسمية لها أهداف واضحة تجيّر إيجابياً أية اتجاهات أو هوايات، ولذلك انحصر الأمر في التفاخر وجوائز «اللاندكروز» بمثبت سرعة أو من دون!
الأمر عينه ينطبق على الدجاج المسكين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على «المزاين».. من البعارين إلى الدجاج!

  1. يسعدالله صباحك عزيزي عبدالعزيز…. الميزة الوحيدة التي تعتبر ايجابية في موسم ( مزاين الابل) ان اعداد كبيرة من الاسر تفتح لها منافذ تسويقية بسيطة في الموقع الذي يستمر اكثر من اربعة شهور فلا شك انها تستفيد من خلال تسويق المواد التي تبيعها للاعداد الكبيرة من المتجولين في السوق يوميا من الشباب وغيرهم فمن ناحية سد وقت الفراغ ( مزمن ) عندهم ومن يمكث اياما هناك الامر الذي جعل كل ما يخطر على البال متوفر وكانها مدينة سياحية بدون منازع .. المفروض العناية بها مثل ما تفضلت ان تستغل استغلالا طيبا وذو جدوى اقتصاادية من الناحية السياحية والترفيهية والتجارية وكذلك احياء تراث الاجداد كما هو متعارف على مسماها

  2. محمد الخميس كتب:

    الدجاجه تعيش اربعين يوما وتعطيك عمرها لتصل الى مائدتك لحما ابيضا شهيا

    وتبيض يوميا لتعطي اغنى واحسن بروتين ينموا عليه اطفالنا

    الدجاجه لم تتسبب بأي حادث مروري وقتل زهرة شباننا

    اما البعارين فجعلتنا اكبر دولة مستوردة للشعير في العالم والحوادث المرورية على مدار الساعة

    افتخر بالدجاجة لأنها تؤدي دور ربما بدونها قد تنقرض البشرية

التعليقات مغلقة.