تصور لوحة تنبيه على الطريق تقول “انتبه مطبات خلفك”! بهذه الصيغة المقلوبة يحدثك أبو شهاب عن الوضع المروري، أبو شهاب شخصية ظريفة ربما أحدثكم عنها مستقبلاً، الأوضاع المقلوبة تراها رأي العين كل يوم، مثلاً تقرأ على مؤخرة سيارة الليموزين عبارات مثل “لا تسرع أسرتك بانتظارك”، هل تعتقد أنها عبارة للتذكير والتوعية؟ أم أنها عبارة للتحدي!! تصرفات السائق وطريقته في القيادة لا تشير إلا إلى التحدي، إذا أردت أن تعود لأسرتك فاغتنم السلامة و… “عود وراك”! واقع سيارات الليموزين بحاجة إلى باحث يعود إلى تاريخها ويقدم لنا بحثاً تحت عنوان “تاريخ نشوء وتطور كائنات الليموزين في السعودية”، وبدلاً من أن تصب الشتائم عليهم وتكسب الآثام والذنوب، أقترح عليك أن تقول حسبي الله على وزارة المواصلات سابقاً النقل حالياً”، هذه الوزارة كانت المسهم الرئيسي في زرع هذه الآفة في شوارعنا فأكملت الناقص، سائقي سيارات الليموزين ومعهم سيارات أخرى هم أقرب إلى السائقين الانتحاريين، المتفجرات التي يحملونها عبارة عن خزان البنزين وسرعات مدمرة، يمكنك تصنيفهم من الكائنات المستعجلة، كائنات تمارس إرهاباً علنياً في الشوارع، وهم يختلفون عن الطيارين الانتحاريين اليابانيين “الكميكازي”، فهم لا يقصدون الانتحار، بل إن الشجاعة لا تتوافر لديهم، عند أول حادث إما يتسولون العفو أو يبكي صغار السن منهم، أما إذا كانوا مفتولي العضلات فإنهم يكملون ما تبقى من العمل، لهذا يمكن أن نطلق عليهم “الكمقازي”، كنسخة بديلة من “الكميكازي”، كل يوم يشعل “الكمقازي” حرائق متناثرة تبدو صغيرة في البيوت والقلوب، ولأنها فردية مبعثرة لا يلتفت إليها بالصورة المرضية، ولو جمعتها لوجدت حريقاً هائلاً.
“الشباب ثروة” عبارة ملصقة على إحدى سيارات الليموزين، فكرت أن أوقف السائق الشاب “المطفوق” وأسأله “وش قصدك؟”، أما سائق سيارات النقل الضخمة الذي قام بسد الطريق على السيارات فقد اعتذر بأنه يجوز في رمضان ما لا يجوز في غيره، بالنسبة إلى شوارعنا كل شيء جائز طوال العام وحركة المرور تسير بالبركة، ونقاط التفتيش المتحركة مهتمة بالجباية والتظليل، لدينا نقاط تفتيش مرورية متطورة، تسد الطريق الرئيسي وتفتح مساراً في طريق الخدمة للمستعجل، المرور يقدر أوقات السائقين والوقوف للتفتيش اختياري، لأنه تفتيش اختياري! الشفافية وصلت في بلادنا إلى نقاط تفتيش المرور، فالله المستعان، وأجد أن حالاً من “التصالح الواقعي” سادت العلاقات بين سيارات المرور والمخالفين كلما كانت المخالفة متحركة، لم يعد لسيارة المرور حواس، تحولت إلى غرفة صغيرة مكيفة، بقي أن يضعوا عبارة” الرجاء عدم الإزعاج”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط