عام 2005 هو عام الكوارث الطبيعية المرعبة، أعاصير ومد بحري، ومجاعات وزلازل، وآخرها الزلزال الذي ضرب شبه القارة الهندية، وكانت باكستان أكثر المتضررين منه، لعله برحمة المولى عز وجل يكون آخرها، النداءات تتوالى من المسؤولين الباكستانيين عن حاجات بلادهم المنكوبة إلى المعونة، وأجد أن التفاعل الإسلامي مع هذا الحدث المأسوي أضعف من المطلوب، صحيح أن دولاً قدمت مساعدات مثل السعودية التي تبرعت بنصف بليون ريال، لكن على المستوى الشعبي في الدول الإسلامية ليس هناك تفاعل مرض، لم يصل مثل هذا التفاعل إلى حده الأدنى، وخذ مثلاً القنوات الفضائية العربية خصوصاً، التي احتلت أخبار هذه الكارثة نشراتها الإخبارية وتقارير مراسليها، لم تقدم هذه القنوات، بحسب ما اطلعت عليه، أية حملة منظمة لمساعدة المشردين هناك، وأقل الواجب أن تقوم هذه القنوات التي تتجشأ من حجم الإعلانات التجارية في هذا الشهر الفضيل بتقديم إعلانات مجانية عن الهيئات والجمعيات الخيرية الإسلامية، التي تقدم العون للمتضررين في باكستان!؟ وأتحدث هنا عن أوقات الذروة في المشاهدة، ولا تلاحظ سوى إعلانات قليلة صغيرة الحجم للجمعيات الخيرية السعودية في الصحف المحلية، ويجب الانتباه إلى أن فصل الشتاء والثلوج على الأبواب، وهناك مئات الآلاف من المشردين في الباكستان، وحاجة
السلطات هناك في المقام الأول إلى الخيام. وفي تقرير بثته إحدى القنوات قال مسؤول باكستاني إنهم يحتاجون إلى أكثر من مئتي ألف خيمة، وهذا العدد غير متوافر لديهم، كما أنهم يحتاجون إلى الوجبات الجاهزة، والمواد الغذائية التي لا تحتاج إلى طبخ وإعداد، نتيجة الأوضاع المأساوية هناك. ثالثة الحاجات الماسة هناك هي الأدوية، فلا بدّ من النظر إلى أن الذين أُُنقذوا بقوا مشردين في العراء، فالمصاب كبير، ونتحدث هنا عن الحاجة إلى حملة إغاثة وإنقاذ، وأحث الإخوة في التلفزيون السعودي من خلال قناته الأولى على أن يعجلوا بالحملة الشعبية، فكلما تأخر الوقت تأخرنا في مساعدة ضحايا مشردين في العراء فقدوا كل شيء تقريباً. عودتنا القناة الأولى على مثل هذه النجدات، ونحن في شهر تضاعف فيه الحسنات. أما الاتهامات وحتى التجاوزات التي حصلت في السابق للأعمال الخيرية في الخارج فليس لها محل من الاعتبار هنا، والصوت الدولي يعلو شيئاً فشيئاً، وآخر تقرير للأمم المتحدة يصف الحالة هناك بأنها بالغة السوء.
هل يجب أن تُنتقد الشعوب الإسلامية والقنوات المحسوبة على العالم العربي من الإعلام الغربي في قضية زلزال باكستان حتى تتحرك؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط