النطيحة والمتردية

خلال أيام معدودة صبت أو أصدرت هيئة السوق المالية قرارات أكثر مما أصدرته منذ إنشائها، وسبق ذلك وواكبه حملة اعلانية في مختلف القنوات الفضائية توضح للناس كيف يستخدمون النبل والسهام، والمتابع يجد أن هذه الأمطار الصحراوية ليست سوى رذاذ نتج من إعصار “دانة غاز”، رب ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، هذا ما نستطيع قوله في هذه الأثناء، مع أن تلك القرارات خصوصاً ما يخص طلبات الشركات زيادة رأس المال ومخالفات بعض المضاربين في السوق المالية هي قرارات متأخرة، وانظر أخي الكريم كيف أسهم التأخير في تعليق الكثير من المتداولين نتيجة للإرجاء، والنموذج الطازج هنا هو سهم شركة المواشي العتيدة، تلحف من اشترى سهم هذه الشركة ببطانيات الإشاعات وتأخر الرفض من الهيئة وقتاً طويلاً سمح لمطلقي الإشاعات أن يعلقوا الصغار الذين لا يجدون أرخص من سهم المواشي في السوق، وسقط السهم نسباً واحمر كأنه ذبيحة ملطخة بدمائها بعد إعلان الرفض، ولنترك هذا السهم الطازج الأنموذج لخسائر التأخير وتوفير المناخ للإشاعات قليلاً، وللنظر إلى ما يفعله اخوتنا في الامارات، هيئة السوق هناك قررت خفض نسبة ما تقتطعه من الرسوم على التداول 50 في المئة!؟ وسوقنا ما زال أسير رسوم ونسب البنوك المرتفعة، ويقولون ان الصغار بحاجة إلى توعية! وانظر إلى ما يفعله الاخوة في الامارات، تعلن هيئة السوق هناك عن أسماء المخالفين للأنظمة في التداول، والأحكام التي تصدر ضدهم وفوق هذا تقوم بتعويض المتضررين! هيئتنا الموقرة تعلن عن أرقام من دون أسماء وغرامات من دون تعويض المتضررين.
إن نقد أسلوب عمل الهيئة وبطئها في التحرك لا يعني الضغط عليها واستعجالها لطرح النطيحة والمتردية من الشركات، والذين عكسوا تيار الانتقاد لسياسات الهيئة في مقالات أو “طلعات” تلفزيونية يجب أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ويخافوا الله تعالى، فمن ذا الذي يريد طرح الشركات المتردية والنطيحة سوى أصحابها إن وجدوا منفذاً، والموافقة على طرح شركة للعامة من الجمهور هو في ذمة مجلس ادارة الهيئة ووزارة التجارة إلى يوم الدين، وإذا لم يكن هناك محاسبة كما جرى في طرح مساهمات عقارية أصحابها لا يمتلكون حتى الأرض المطروحة أو نسبة كبيرة منها، فإننا نعلم جميعاً ان الله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
ومن شر البلية المضحك رد فعل شركة المواشي على قرار الهيئة، وصفت الشركة القرار بالمجحف والمخالف للنظام، أقترح على الشركة أن تتظلم لدى ديوان المظالم ويفضل أن يقدم التظلم يوم عيد الأضحى المبارك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.