هل هناك أمل بإطفاء الفتنة في مصر، أم أن الطريق أصبح مسدوداً؟
التصعيد يتسارع وبوتيرة «نوعية» من الاحتجاجات والاعتصام بضحاياها من التراشق بالحجارة، إلى قنابل وقنص، إلى السيارات المفخخة، يتطور إلى إسقاط طائرة هيلوكبتر عسكرية بصاروخ «سام7» في سيناء ومقتل ركابها. المحصلة أن الخسائر تتراكم وتنذر بخسائر أكبر.
وفي بيان جماعة «الإخوان المسلمين» المصرية الأخير، المنشور على الإنترنت بعد إعلان نتائج الاستفتاء على الدستور ملمح اعتذار مبطن وخفيف، وهو – كما يبدو – موجه إلى الشعب أكثر مما هو موجه إلى السلطة المصرية، جاء في سطر واحد: «الأخطاء التي وقعنا فيها نحن جموع قوى ثورة 25 يناير».
ولا شك في أن استخدام المظلومية وما وقع منها على هذا الطرف أو ذاك لن يحقق شيئاً مفيداً، بل إنه سيزيد إصرار كل طرف على موقفه، لذلك يُطرح سؤال: هل يمكن الابتعاد عن استخدام المظلومية، حتى لا تقع مظلوميات أخرى أشد وأنكى؟
المشهد في مصر يزداد قتامة، حتى وإن انتخب رئيس جديد. والصورة أن أعمال العنف والقتل والتفجير تلصق بـ «الإخوان»، ولا يُعرف هل هي براء منها أم لا؟ أقول لا يعرف بأدلة دامغة معلنة بعيدة من استنتاجات، لكن الصورة هي هكذا. لنفترض أن «الإخوان» لا علاقة لهم بأعمال القتل والتفجير، أليس من الحصافة والحكمة والعقل ومصلحة مصر والمصريين أن يفوتوا الفرصة على من يستغل الشحن المتبادل، ليحقق أهدافاً بعيدة كل البعد من المعلن من أهداف «الإخوان» في مشروعهم النهضوي؟ ألم يقدم «الإخوان» صورة مثالية عنهم وعن مشروعهم؟ أليس الحد من الخسائر حتى للجماعة والحزب من الاستثمار السياسي الذكي؟
كل هذه الأسئلة تُطرح، ما يعني ضرورة تقديم تنازلات من طرف «الإخوان»، تتبعها تنازلات من طرف السلطة الحالية.
أعتقد أن حزب النور المصري مؤهل للقيام بوساطة للحصول على تنازلات من هذا الطرف وذاك الطرف. هذا الحزب – في رأيي المتواضع وعلى رغم أن البعض له رأي فيه – يتعامل بعقلانية وواقعية مع الأحداث حتى الآن، فهل يقوم بمثل هذا الدور الصعب والمهم من دون كلل أو ملل لإطفاء الفتنة وتجنيب مصر والمصريين مزيداً من الدماء واتساع الهوة؟
لا أحد في تقديري يريد الوصول إلى جزائر أخرى، إلا القوى التي لا تريد خيراً لمصر وللعرب وللمنطقة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
اخي عبدالعزيز كفيت ووفيت في مقالك الرائع .. لا يصح الا الصحيح لا يمكن ان يصلح الحال في مصر او في غير مصر بدون الحوار المتبادل بين الاطراف والتنازلات الممكنة التي تساعد على لم الشمل بعيد عن التشنج والتهديد لان كل ما يحصل الان هو ضرر الى الشعب المصري الشقيق .. ولا يقبل مضرته كل انسان شريف في داخل مصر وفي خارجها .. ولتكون مصر ام الدنيا كما يطلق هذه العبارة المصريين انفسهم
السلام عليكم ورحمة الله
لعله فاتك يا ابا أحمد ان حزب النور ساهم في تقوية ودعم الإخوان اثناء الإنتخابات ضد شفيق وزمرته
فما كان من الإخوان الا ان ردوا لهم الجميل قبيحا بإقصاءهم !!!!
اليوم ينظر لحزب النور على انه عدو لهم اكثر من السيسي ذاته ! :)
فكيف سيتوسطون !!!!
أخي ( ابو احمد )
لا أظنك تجهل حقيقتين ،،،؛ الأولى : أن مصرقررت أمرها فيما يتعلق بالأخوان ،، وأعلنته تنظيما أرهابيا ،،، وهي خطوه لايمكن التراجع عنها ــــ في الوقت الراهن على الأقل ،، مادام أنه لم يصدر من الأخوان ،، مما له قيمه ،،، ما يمكن أن يبرر أعادة النظر في هذا القرار
و الثانيه : هي أن تنظيم الأخوان ،، يرتبط (قياديا وتمويليا ) بدول وأنظمه أخرى،،،، وأن القرار ،،، سواءا في مصر أو تونس او ليبيا وغيرها ،،، ليس بيد من تسمع اسماؤهم تترد ،،، وأنما يعد و يطبخ في أقبية أجهزة الأستخبارات
وبالتالي ،،، ف؟أنه من العبث ،، والتخاذل ،، وسوء تقدير الأوضاع والواقع ،،،، أن نظن أنه بالأمكان ،، أن يعالج ( الأشكال ) الذي نظن أنه قائم مابين الأخوان ،، والنظام في مصر .. بمثل هذه الخطوات
الأشكال الحقيقي يكمن في خيبة الأمل التي مني بها .. من هزم مشروعهم الأخواني المتكامل في المنطقه ،، والذي كانوا يسعون من خلاله ( لو وجد ) ،، الى تحجيم دول أخرى ،،، بل وحتى السعي الى تغيير انظمتها ،، أو أثارة القلاقل والفتن في أرجائها ،،، والتي كانت ردة فعلهم ،،، أشبه بالهستيريه ،،، ويكفي أن تطالع قناة الجزيره ،، لترى ماوصلت اليه من الأبتذال .. والتلفيق الطفولي للأحداث ،، وا؟لأختلال في التوازن ،،، لتعرف حجم الأحباط ،،، الذي يقود الآن الى كل هذه الأعمال ،،،، المدفوعة الأثمان ،، وبأجور مضاعفه ،، ،، عما كانت عليه من قبل
و بالتالي فأنني اعتقد أن الأمور لن تهدأ ألا في حالتين :
الأولى : أن يدرك من أشرنا اليهم ،،سوء عملهم وما يقومون به ويسعون اليه ،، فيتراجعون عنه ( سواءا كان ذلك اقتناعا خاصا أو مفروضا )
الثانيه : أن تتحرر القيادات الأخوانيه من تبعيتها لتلك الدول وأجهزة استخباراتها ،،، وتعود الى الحق ( ولا أظن ان هذا سيحصل )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودعوتك هذه ،،، لاتختلف عمن يحلل اوضاع المنظمات ( الجهاديه / الأرهابيه ) ،، و يحاول الوصول الى الأختلافات فيما بينها …. في المعتقد و في الوسيله والأسلوب ( كالقاعده وداعش والنصره )
،،،،، وكأن هذه التنظيمات ،،، هي بالفعل كيانات قائمه بذاتها ومستقله ،،،،، وأنها ليست من صنيعة أجهزة الأستخبارات
،،،،، وتخضع لقيادة مشائخها ( مشائخ الأستخبارات ) والذين يأتي على رأسهم .. الظواهري
وهو ليس كلاما منفلتا وطائرا ،،، وانما هو واقع موثق ومؤكد … لكنه وللأسف يغيب عن كثير ممن يكتبون او يتحدثون غن تلك التنظيمات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لك مني خالص التحيه ،،، مع التقدير لغيرتك على مصر وأهلها ( بالنيابة عنهم !)
نسيت أن أشير ،،، الى أن البيان الأخير الذي صدر منهم ،،،، اعتقد ان الهدف منه … هو محاولة استماله التنظيمات الشبابيه المناكفه للنظام ( كـ 6 أكتوبر ) وغيرها ،،، ليكونوا مع الأخوان .. جبهة واحده
وقد أدركت تلك التنظيمات ،، هذه المحاولات الخبيثه ،،،،، فرفعوا في مظاهرتهم الأحتجاجيه على خطوات النظام ،،،، شعارات يؤكدون بها تبرأهم من الأخوان ،،، مثل ( .. لا لمرسي … ولا للسيسي ) .. وغيرها
هذا والله اعلم
مسدووووود