«فقع» ومقذوف وقنبلة

مرّ خبر مقتل طفلتين (9 أعوام و15عاماً) جراء انفجار «مقذوف» بهدوء، الحادثة وقعت في منطقة صحراوية في عرعر، فيها كانت الأسرة تتنزه، ولم يحدد رسمياً من أين جاء هذا المقذوف، لكن صحيفة «الوطن» قالت إن المنطقة تبعد 40 كيلومتراً شرق عرعر ومعروفة بساحة الرماية «في موقع كانت تمارس فيه إحدى الجهات العسكرية الرماية سابقاً»، وإذا كانت هذه المعلومة دقيقة فمن المستغرب ألا تقوم الجهة العسكرية بتنظيف المنطقة مع وضع ساتر ولوحات إرشادية تمنع وتنبه المتنزهين وغيرهم من المرور أو التجول في هذه المنطقة وهي المخصصة للتدريب. كما أن توعية الناس مع أطفالهم بعدم العبث بالأجسام الغريبة مسألة واجبة في كل الأحوال. ولعل الحادثة الأخرى التي أودت بحياة راعيي إبل صغيري السن (15 و16 عاماً) في محايل عسير مؤشر آخر على ضرورة الالتفات إلى المسألة، احتفظ طفل بجسم غريب ليلعب به مع صديقه وظهر أنه قنبلة انفجرت وقتلت الطفلين البريئين، أحقاً تمكّن الأمن من إبطال مفعول أخرى في الموقع؟
من ناحية أخرى بعض المواطنين مع الربيع انخرطوا في حمى البحث عن الفقع، والأجسام الغريبة تلفت الانتباه وتبعث على الفضول كما حصل للأطفال في عرعر ومحايل عسير الذين ذهبوا ضحية انفجار مقذوف وقنبلة، رحمهم الله وجبر مصاب ذويهم.
ومن الأدلة على حمى الفقع تحذير حرس الحدود المنشور قبل أيام، المتحدث باسم حرس الحدود العميد بحري محمد الغامدي نشرت «الاقتصادية» قوله «إن الإحصاءات في الفترة الأخيرة تشير إلى ارتفاع معدلات وجود الأشخاص على طول الحدود للمنطقتين الشمالية والشرقية، نتيجة للوسم وكثرة الأمطار التي نتجت منها كثرة الكمأ، مما دفعهم إلى تجاوز حرم الحدود لجمعه، معرّضين أنفسهم وأمن بلادهم للخطر».
هذه الحوادث الأليمة تحتّم ضرورة التوعية والتحذير وعدم الاكتفاء بالنظر على أنها حوادث فردية، مع أهمية ظهور نتائج التحقيق ونشره للرأي العام، ففي النشر توعية وتأكيد على الاهتمام بقيمة الإنسان.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.