كراهية الإسلام

في الوقت الذي نطالب فيه بفهم الآخر والانفتاح عليه، وتقبل رأيه ونسعى إلى ذلك سعياً حثيثاً نرى أن الآخر الذي استند إلى الحرب على الإرهاب لم يحاول ولم يرغب في فهم المقابل، بل تجبر واستخدم هذا المصطلح للحرب على الإسلام والمسلمين، وتم وصم الإسلام والمسلمين بالإرهاب، هذا الآخر الذي يطالب المسلمين بكثير من الأمور والتغييرات في العقول والمجتمعات وحتى المناهج لا يقوم هو بالعمل ولا بجزء منه.
هذا الواقع يجب ألا يحيدنا عن محاولة فهم الآخر وإشاعة روح الانفتاح في مجتمعاتنا، لكنه في الوقت نفسه يجب أن لا يجعلنا ننكفئ على دواخلنا فلا نتصدى ونبين بوضوح في كل مناسبة دولية ما يحاول الطرف المقابل ترسيخه في ذهنية الرأي العام العالمي زوراً وبهتاناً عن الإسلام، كما انه يجب ألا يجعلنا نتوقف أو نتحرج من فضح كل الممارسات ضد المسلمين ومقدساتهم، لذلك فقد أبهجني أن أرى إحدى توصيات مؤتمر علماء المسلمين ومفكريهم، الذي عقد أخيراً في مكة المكرمة وهي تطالب بالتصدي لظاهرة كراهية الإسلام وإصدار تقرير سنوي عن الانتهاكات ضد الإسلام والمسلمين وعقد مؤتمر دولي حول ذلك، ضمن توصيات عدة نحن في أمس الحاجة للعمل بها.
أجدني مبتهجاً بتلك التوصية وقد طالبت بها قبل سنوات في أكثر من مقال منذ بداية الحرب على الإسلام تحت غطاء الحرب على الإرهاب، طالبت وقتها بأن نستفيد من تجربة اليهود واستثمارهم لمعاداة السامية، وبقي أن يتم تفعيل هذه التوصية والتوصيات الأخرى، وهو واجب على كل دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، ولو أن المسؤولين في هذه الدول وعند ظهورهم أمام وسائل الإعلام وعند محادثاتهم السياسية مع مختلف الدول، خصوصاً الدول الكبرى، يصرون على إدانة كراهية الإسلام والمسلمين، وإدانة التعرض لمقدساتهم ورموزهم بالتدنيس لتحسن وضع الإسلام والمسلمين، وهو أمل ومطالبة للإخوة في الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بأن تحرص على حث الدول الأعضاء لوضع بند إدانة كراهية الإسلام والمسلمين وتدنيس مقدساتهم في جميع جداول أعمالهم ومباحثاتهم مع الدول الأخرى خارج المنظمة، وأمل بأن نرى تقريراً سنوياً يرصد الانتهاكات التي تمارس ضد الإسلام والمسلمين، كما انه من المناسب أن يكون اجتماع العلماء والمفكرين المسلمين اجتماعاً سنوياً في مكة المكرمة، بحيث يتم من خلاله مراجعة تنفيذ التوصيات، وهنا أجد من الواجب علي الإشادة بنشاط مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)  الذي طالب أخيراً قادة يهوداً في كاليفورنيا بإدانة كراهية الإسلام، بعد أن استضافوا متحدثاً أساء إلى الإسلام، وأقترح على منظمة المؤتمر الإسلامي أن تستفيد من تجربة “كير”، فهي تجربة مشهود لها بالنجاح.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.