الإنسان مقدم على حيوان مفترس!

أحسنت حماية الحياة الفطرية بالإعلان أنها لن تلاحق المواطن الذي قتل النمر العربي في وادي نعمان في الطائف، قرأت تصريحاً في صحيفة «مكة» لمدير مركز الأبحاث الفطرية في الطائف يؤكد ذلك، لم يكن تسميم النمر بغرض الترفيه وتزجية الوقت أو «هواية» الصيد والقنص، كان المواطن مضطراً وخائفاً على حياته وأسرته ومصدر رزقه. ولم يكن يعرف وسيلة غير تلك.

حصل النمر القتيل على تعاطف ملحوظ، ومن خلال التعليقات وردود الفعل أسرف البعض وتجاوز في اتهام المواطن بشتى الاتهامات، ولو كانت حزمة التعاطف هذه نراها على شكل أفعال في التعامل مع البيئة وحماية الحياة الفطرية لصفقت لها، ولقلت «قول وفعل»، لكنني أعلم كما يعلم الجميع حال علاقتنا بالبيئة في المدينة وخارجها، بين البشر وفي الشجر والحجر، في السر والعلانية.

وما ذكره مدير أبحاث حماية الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق من أنهم سيواجهون ذلك بالتوعية والتثقيف وسط الأهالي شيء جميل، ودليل على وعي وإدراك، وهي إذا سارت على هذا الطريق ستجعل من البادية والرعاة حماة للبيئة، وهم أكثر الناس حرصاً عليها والأعرف بها، فقط هم لا يحتاجون إلا إلى إرشاد وتعليم.

وهنا يُقترح على الهيئة أن يتوافق إصرارها على حماية الحيوانات المنقرضة مع عمل بإصرار أكبر على انقراض ملوّثي البيئة من المترفين، أفراداً وشركات، حماية البيئة والحياة الفطرية ليست حالاً جمالية محصورة في حفاظ على حيوان نادر مهدد بالانقراض، بل للحفاظ على منظومة حياة مترابطة متكاملة.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.