البحث عن إنجاز

يبدو لي أنه مرض عربي، البحث عن إنجاز حتى ولو كان على شكل فقاعة، أقول «عربي» لأنه منتشر في أرجاء الوطن العربي الملتهب أكثر من غيره، أيام الاستقرار وأيام الغليان.
لم يعد المواطن العربي قادراً على تصديق إنجاز عربي «رسمي»، إنجاز داخل الحدود العربية وبإمكاناتها، لكن يمكنه تصديق إنجاز شخص عربي خارج الحدود! والسبب هو الصدقية المتراكمة هناك في مقابل انعدامها هنا.
يبحث المسؤول التنفيذي عن إنجاز، يجب أن يكون باهراً مبهراً ساطعاً متعدياً إنجازات الغرب والشرق أو محاكياً للمتقدم منها، ليس الهدف الإنجاز بحد ذاته وما ينتج منه من فوائد عامة وإن بدا كذلك، إنها ليست الغاية، الهدف محصور في القول إننا هنا في حضور ساطع.

تتم لملمة أنصاف الأفكار وأرباعها ثم يجري تغليفها على عجل لحين ساعة الصفر، خطوة التغليف هي الأهم تستلزم وقتاً وجهداً وأموالاً، حملة علاقات عامة ودعاية، إلى حين لحظة اللقاء بالمسؤول الكبير ليقدم «الإنجاز» بين يديه، ينتهي الأمر بنهاية الحفلة البهيجة، انتهى وتبخر بانتهاء الحاجة إليه لحظة السطوع والفلاشات. الإنجاز في العالم العربي هو إنجاز احتفالي، يفرح ويسعد به التنفيذي إدارته العليا ولو للحظات قصيرة يقوم الإعلام بمطها وعجنها وإعادة خبزها بأشكال متعددة، قدّم أملاً أو وهماً لا فرق، هو على كل حال سيصنّف كصاحب مبادرات.
لكن لماذا يحدث ذلك؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على البحث عن إنجاز

  1. ثقافة الضحك على الذات هي ثقافتنا على طول مساحة الوطن العربي وعرضها ..
    واصبح العربي فاقد القفة في انجاز ما يمكن انجازه في تضاريس حياته لذلك هو يصدق نفسه وبنفس الوقت يضحك عليها ..
    فالطموح والمبادرة في انجاز الذي يعلو من شانه تردى وانحدر الى عدم الاهتمام بما ينجزه ..
    وفي المقابل يشيد ويمدح بل يستنفر اعلاميا في انجاز غيره ..
    كاننا اصبحنا امة ترضع من ثدي الاخرين واثداء امهاتنا جفت او تكاد تجف .. فكيف يصبح المولود اذا جف ثدي امه
    .. يا الله كيف غطت علينا المسكنه بلحافها ( اي اصبحنا مساكين ) رغبنا ام ابينا
    الله لا يطول سباتنا في نومنا المستشري ..
    والله فقط يعلم متى وكيف نفيق .. ياساتر !!!

  2. يقول صالح عبد الحي :
    وبتسأليني :بحبك ليه ؟ == سؤال غريب ما اجاوبشي عليه !
    ابا احمد ، تتساءل لماذا ؟
    انه الموروث القديم في الإستعراض بالخيل فروسية و بهرجة
    قد يكون في الماضي الاستعراض شيء من التدريب والمران ليوم الكريهة ” الحرب”
    اما اليوم
    فتراه في عرض عسكري !
    وفي افتتاح واصطكاك
    وأهم شيء الفلاشات على المسؤول الذي سيعود آخر النهار ليستعرض مع عجوزه وابناءه البوم الصور ،
    اما ان كان منقولا على الهواء فسيكون هناك اتصالا وابو فلان يبي يظهر في إتتالافزون !
    اذا فالإنجازات واستحلابها من عزلة غزلان المستحيل … كلها نوع من ذلك
    كتبت ، ونطيت أسطرا كما نط راعي حائل المستقلي !
    تحية لك

  3. المهندس صالح الشبعان كتب:

    ذاك أن الانجاز العربي سيدي ليس انجازا للوطن أو للمجتمع أو للإنسانية .. هو انجاز يتخذه صاحبه سلما للإنجاز الحقيقي في نظره و أعني المجد الشخصي أو الوصول إلى صاحب النفوذ و السلطة .. الذي بدوره يمجد هذا الزيف لأنه يرى أنه تمجيد له بطريقة مباشرة .. الكل على نمط الوليد وزير مسيلمة الذي حاور عمرو بن العاص (و هو من دهاة العرب) يقنعه بنبوة مسيلمة ..و استهجن عمرو و هو الداهية الأريب الفطن أن يستخدم معه هذا الأسلوب الساذج فقال (و الله الذي لا إله ألا هو أنك تعلم أني أعلم أنك كاذب)
    دمت مضيئا أبا أحمد ..

  4. هدى الدليجان كتب:

    هذا الداء فأين الدواء؟؟؟

التعليقات مغلقة.