أحوال ومواقع

أصبح الانترنت متنفساً للكثير، فبعض للتصفح، وبعض لبث هموم مشتركة، الطلبة والموظفون على رأس القائمة، ولم تعد الجهات الحكومية ولا الخاصة في حاجة إلى وضع صناديق الاقتراحات والشكاوى التي ثبت فشلها، كما أن مسوحات الرأي تراجعت أهميتها إلى حد ما، يكفي فقط أن يبحث المسؤول في الانترنت ليجد ما يريد بل يستطيع معرفة رأي المواطن في أداء الجهة التي يشرف عليها ومستوى الرضا أو السخط الذي حققته إدارته، لكن هل هناك من يبحث ويقرأ بقدر ما يصرح لوسائل الاعلام؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال لا بد من استدراك، أشير فيه إلى أن صفحات الانترنت يمكن استخدامها بصورة سلبية ليس لها هدف سوى التجريح، لكن هذا ليس موضوعنا، فالعاقل يستطيع التفريق بين أصحاب الحقوق الذين يبحثون عمن ينصت إليهم ويستمع إلى شكواهم، لأنهم عجزوا عن ذلك بالوسائل التقليدية وبين الآخرين.
وها هم طلبة العلوم الطبية التطبيقية تحركوا واستحدثوا لهم موقعاً للمطالبة بحقوقهم، وهم وجدوا في زخم تحرك طلبة كليات الطب بعد تخفيض مكافآتهم قدوة لهم، لكن الجهات المعنية في مجلس التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية لم تهتم بما ينشر في الصحف! فكيف بمواقع الانترنت، وفيها آلاف المواقع؟
جاءت “الانترنت” بخدمة عظيمة لمن يريد العمل على إصلاح الخلل ورتق الثقوب، وهي وما يكتب فيها حجة على الجهات الخدمية، بل انها أكثر أثراً من أداء إدارات العلاقات العامة، لم يعد الأمر بحاجة إلى مراقبين ولا إلى فتح المكاتب لاستقبال الشكاوى، و “المعاريض” أصبحت تكتب من خلال الانترنت علناً وأمام القاصي والداني، والجهة التي تريد ستر القصور والخلل في عملها يجب أن تتصفح وترد وتعمل على الإصلاح ومراعاة حاجات الناس، أما التي تضع في “عين طيناً” وفي “العين الأخرى عجيناً” فهو إعلان عن إفلاسها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.