الأخ من واشنطن مندهش!

لم أستطع «تصنيف» انطباعي وفهمي لما نشرته الصحف عن دراسة وزارة الصحة التي أطلقت عليها «المسح الصحي»، سوى الاندهاش من الدهشة نفسها، القصة ليست في المسح ولا النتائج من نسب عن السمنة وداء السكري بل في أمر آخر، غالبية صحفنا نشرت تقريراً عن نتائج الدراسة من واقع ما أعلن في مؤتمر صحافي عقدته وزارة الصحة.

القصة ليست في نتائج الدراسة بل في تعليق واحد من المشاركين فيها أو هو مشرف عليها، اقرأ معي «من جهته، أبدى الدكتور مقداد (بروفيسور الصحة الدولية في معهد القياسات والتقييم في جامعة واشنطن) استغرابه من عدم استفادة المواطنين السعوديين من توفير الخدمات الصحية بالمجان في المملكة، والاستفادة من ذلك لإجراء الفحوصات الطبية الوقائية المنتظمة، وقال مقداد: كان مدهشاً لي ملاحظة أنه في بلد تتاح فيه الخدمات الصحية مجاناً وفي متناول الجميع ولكن لا تتم الاستفادة من مزايا الخدمات الوقائية، ويقوم المواطنون بمراجعة الطبيب فقط عند الإصابة بالمرض». انتهى الاقتباس.

ومعهد القياسات والتقييم هو الذي أجرى دراسة المسح الصحي، وأنا مندهش من اندهاش الأخ البروفيسور، كيف يندهش وقد أجرى مسحاً، فحتى لو كان مسحاً على ملفات مرضى لعلم من واقع تواريخ الزيارات أحوال الاكتظاظ وطول فترة المراجعة، كيف له الاندهاش من عدم استفادة المواطنين من الخدمات المجانية كما وصفها؟ ألم يعلم دروب الحصول عليها في الحالات الحرجة؟ فكيف بفحص روتيني يفترض الحصول عليه بمزاج رائق؟ ومع هذه الدهشة يقارن الأخ من واشنطن بأميركا!

في الحقيقة إنني لا أعلم تحديداً ماذا «قاس» معهد القياسات، إذا كان بروفيسور فيه قال مثل هذا الكلام! كيف استطاع القياس من دون معرفة واقع الخدمات الصحية؟ حتى إذا كان يريد امتداح العميل الذي هو هنا وزارة الصحة فإن ذلك بتلك الصورة معيب ويضع علامات استفهام على دراساته. أنا في غاية الاندهاش من دهشة البروفيسور المدهشة!

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الأخ من واشنطن مندهش!

  1. محمد القاضي كتب:

    اخي الفاضل / الأستاذ عبدالعزيز الموقر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـــــــــــــــه ،،،،

    كنت مقيما في بريطانيا لمدة خمسة سنوات (1974م) ، ومع بداية سكني في الحي الذي اقطنه مرت علينا طائفة من فريق طبي على سكننا لإجراء الفحص الطبي (خاصة بالأمراض المزمنة ) مثل السكر وضغط الدم وقل الفحص سألونني اذا ما كنت أعاني من أي أمراض مزمنة بموجب استبيان يقومون بتعبئه بأنفسهم (لكي لا نتعب أيدينا) … مع إجراء الفحص للدم وللضغط تم الإنتهاء منه في دقائق معدودة (مجانا) … نحن في السعودية ولله الحمد قضينا على مرض شلل الأطفال بنفس الأسلوب (مشكورة وزارة الصحة) … فلما لايكون نفس الفريق يقدم الخدمة ذاتها وبصفة دورية كما هو حاصل في التطعيمات … بالنسبة لي اكتشفت داء السكري فجأة في احد المستوصفات الأهلية …!!! قبل خمسة سنوات وقد يكون معي مبكرا ولم اعلم عنه وهو في أوائل عهده … ولكنني اكشتفته صدفة بعد استفحاله …
    مقال رائع جزاكم الله خيرا …

  2. في أمريكا يتعلمون الطب بلغتهم ولديهم فائض من الأطباء المتخصصين وليس الأطباء المتفوقين كما هو المعيار الوحيد الذي يتم قبول طلبة كليات الطب لدينا يضاف اليه الدردشة باللغة الإنجليزية وبلكنه أمريكية لتحظى بالقبول في الكلية.

    اليابانيون يتعلمون بلغتهم كذلك الألمان والفرنسيين أما نحن فاللغة الإنجليزية تسببت في ابتعاد الموهوبين في الطب ليحل محلهم المتفوقين في الفيزياء والكيمياء
    وبعض الأغبياء

  3. في اوقات الربشه .. لا وقت للدهشه !
    بعض عقليات البروفيسورز لازالت مغيبة عن الواقع
    ولاتزال تقنع نفسها بأنه الأذكى وغيرها ما فيييش !
    تحية لك

التعليقات مغلقة.