«كريس» ينصحكم

إذا جاءت النصيحة من خارج الدائرة يكون لها حضور وتأثير أكبر، كأنها تفتح نوافذ خفية في جدار مصمت، فكيف إذا جاءت على لسان شخص ناجح ومن دائرة هي محط الإعجاب وقدوة لدى البعض؟

«الحياة» نشرت نصيحة معتبرة جاءت على لسان أحد مؤسسي شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، كريس هيوز نصح شباب الأعمال السعوديين «بعدم تقليد الغربيين، والاحتفاظ بهويتهم الخاصة التي تميزهم عن غيرهم».

كان كريس هيوز يتحدث في منتدى جدة الاقتصادي عن الأعمال وطموحات الشباب، ويمكن الاستفادة من هذه النصيحة وسحبها على أمور وقضايا أخرى تتجاوز القطاع التجاري، تشمل كل مناحي الحياة، وإذا دقق الواحد منا النظر سيجد موجات من التقليد واضحة، لعل أبرزها على السطح في أعمال «يوتيوب» الفردية وبعض المجموعاتية، يتجاوز هذا إلى إقامة المنتديات الاقتصادية وبرامج «فعاليات» ليس لنا منها إلا الظاهر، والمشكلة أننا نأخذ القشرة اللامعة ونترك اللب المفيد، نعب من الاستهلاك منصرفين عن الإنتاج الحقيقي، فلا أحد يعيد التقييم، للإجابة عن سؤال ماذا استفدنا من هذا؟ وهل هناك أسلوب أكثر فائدة؟

أساس المشكلة أن التقليد هنا ليس له غرض إلا البحث عن الإعجاب، إما من الرسمي أو الشعبي، مثل البحث عن مزيد من المتابعين في «تويتر» أو «فيسبوك»، يتجه البعض إلى المثير والغريب وعكس السير بحثاً عن لفت الأنظار، ولا يمنع هذا من ركوب الموجات أحياناً، من دون نظر إلى كم الفائدة المتحصلة من وراء فعل يتم بأية صورة كانت ومهما كان «لون» الوسيلة المستخدمة.

وإذا لم ينصت البعض إلى نصيحة الخواجة «كريس» فسيتحولون إلى مسوخ طال الزمن أو قصر.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.