«فايروسنا.. حقنا»

 لا يعني المجتمع كثيراً من اكتشف الفايروس، ولا من شخّصه، ولن يهتم كثيراً بشكل الفايروس، وهل يلبس عقالاً وغترة أم لا، وهل يمتطي صهوة حصان أو بعير. كما لا يعني المجتمع كثيراً من اكتشف اللقاح إذا تم الاكتشاف، صحيح أنه سيصفق لهم «جميعاً»، ويدعو لهم، ويذكرهم بامتنان، لكن الأولويات هي في الحصول عليه.
والسجال الذي حدث أول ما أعلن عن فايروس «كورونا» بين أقطاب في وزارة الصحة وأطباء آخرين جعلني أستنتج أنه كان هناك تنافس على الفايروس، وربما – أقول ربما – كان لهذا التنافس دور في تأخر المواجهة كما يجب أن تكون. هنا أستنتج، لأن المعلومات شحيحة، لكن ما ظهر وبرز يمكن تلخيصه بالقول إن بعضهم قال: «فايروسنا وحقنا»! مثل «فقع» وجدته في مزرعتك، مع الاختلاف الأول يأكلك، والثاني تأكله، صحيح أننا نفرح ونبتهج عند بروز عالم بيننا، ونسعد بأولويات وريادات حقيقية لها فائدة معتبرة، لكن ليس على حساب الصحة العامة ولا المصلحة العامة، لعلي أكون مخطئاً، لكن التجربة من واقعنا في الاستماتة على حيازة الأولوية حضناً وتقبيلاً وتصويراً، مثل احتضان الكراسي، حتى ولو كانت بقاعدة هشة، دفعتني لهذا الاستنتاج المحتمل.
هل كان لهذا دور في تأخر العمل للتعامل الصحيح الوقائي، العلم عند الله، ربما يكون الكشف «المخبري» عن هذا من مهمات وزير الصحة المكلف، ليخبرنا لماذا تأخرنا لتصبح بلادنا بؤرة لفايروس لا نعرف عنه الكثير، هذا الجهل به جعله أكثر رعباً، وإلا فإن هناك أمراضاً أخرى تحصد أرواحاً أكثر.
ثم إنه ليس من العيب إعلان النصيحة والتوعية والتشديد عليها تنبيهاً للقادمين للعمرة أو الحج هذا من صلب المسؤولية، الوقاية أولاً.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.