(لمن تصمم الطرق؟)

تصاميم مسارات الخدمة «الجديدة» في الطرق «المجددة» حالها عجيب، وهي لم تتوقف عند طريق أو طريقين، يظهر أن هناك رغبة في أن تصبح مظهراً للمدينة ولو على حساب السكان! أتصور أن من صممها لم يضطر لقيادة سيارة في الرياض، ربما أنه أغلب وقته عند الذهاب والإياب جالس في المقعد الخلفي، يقرأ مذكرة أو صحيفة أو يوقع محضر اجتماعات.

قبل عقدين من الزمان وأكثر كنا نتمنى رصيفاً يحترم حقوق المشاة، رصيفاً منبسطاً ومعقولاً لا عقبات تجارية أو كهربائية فيه ولا حفر و«مزهريات». كان عدد السيارات أقلّ وعدد السكان أيضاً. الآن تجد إصراراً عجيباً على تمديد الرصيف على حساب تضييق الشارع، ومعه جزيرة، وما تبقى من المال يوزع على إنارة ظريفة المنظر وأحجار، هي جزء من المنظر، ذلك الشكل الذي شوهد على المخطط.

إن من يقود سيارة في مسارات أو «حارات» الخدمة في طرق مهمة يستوعب الضرر الكبير، سيارة واحدة أو جزء منها يسد الطريق بسهولة، أما التوقف المفاجئ فقد تنتج منه حوادث وخيمة، وإذا ما استعدنا سلوكيات بعض السائقين ممن لا يعرفون من سياراتهم سوى «خشمها»، يركنون هذا الأخير من دون اهتمام بما عداه من جسم السيارة، يمكن تقدير الموقف. ومع استمرار هذا النهج يفضل إعادة تسمية مسارات الخدمة إلى مضائق، مضيق الشارع الفلاني والعلاني. وإذا تجاوزنا «التجميل»، فإن حل مشكلة المواقف لا يأتي على حساب عرض الطريق، بل على حساب المستثمر الذي بنى بناية من دون عدد مواقف مناسبة، وهو في الأصل مسؤولية الجهة التي مكّنته من ذلك وقدمت له الترخيص.

الملاحظ أن أفضل صورة يمكن أن تلتقط لهذه المضائق تصور وهي فارغة لا سيارات فيها وبالتالي لا سكان! يمكن استثمار هذه الصور للسياحة والدعاية عن نموذجية الشوارع في بلادنا المعطاء، حينها سيتم الحصول على جوائز من هنا وهناك.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على (لمن تصمم الطرق؟)

  1. رأيت خيالوه كتب:

    صدقت استاذي ابو أحمد

    مانعرف سبب تضييق الشارع الى مسار واحد !!

    الشارع ثلاثين وكله رصيف ولا احد يمشي عليه كل اجوائنا حر وغبار !!

    المستفيد اصحاب المحلات والعمائر فقط !؟

  2. صدقت ..وهذا واضح بصورة جلية
    يؤخذ من سياق الشارع مساحه تعطى لمستثمر الذي بجانب الشارع
    فالشارع يضيق ويؤثر على حركة السيارات
    والمساحة اخت عينك عينك .. واستغلت لمصلحة المستثمر
    شيء غريب ما يحدث

التعليقات مغلقة.