فضائيات تعبر عن من؟

لم استطع فهم ولا تقبل استضافة المتحدث باسم الجيش الصهيوني في فضائيات عربية، ولا مسؤولين صهاينة من أي درجة، وحتى عند الاستضافة لا يجد الواحد منهم محاوراً جيداً يحشره كما يجب، مذكراً إياه بالجرائم وإرهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه إسرائيل، بل تترك له المساحة ليتلاعب بالألفاظ والكلمات وخلط الأوراق محولاً الظالم إلى مظلوم، وإذا كان هناك من رأي «سلبي» في سياسة «حماس» أو السلطة الفلسطينية لا يصح أن تقع فضائيات عربية تبث من دول عربية في هذا الفخ.

أول من بدأ هذا التطبيع الإعلامي مذيع أو إعلامي عربي استضاف رئيس وزراء صهيوني في قناة فضائية توقفت عن البث منذ أعوام، كانت «الخبطة الإعلامية» صادمة لكل مشاهد عربي، ثم بدأ المسلسل المضحك المبكي فأصبحنا نراهم بذريعة «الرأي الآخر» فهو رأي آخر من ضمن الآراء، ما يعني حياد القناة.

والقنوات الفضائية تسعى لجذب أكبر قاعدة من المشاهدين، فكيف ينسجم هذا مع استفزازهم بمثل هذه المساحات الإعلامية التي تقدم مجاناً لمتحدثين باسم كيان غاصب، المحافظة على استمرار وجوده وتفوقه من الغرب هو ما جر المنطقة العربية إلى ما هي عليه من حال بائسة، ثم إن لهذا المتحدث وأمثاله مهمة إشاعة الشكوك والتخوين والتلاعب بالعقول والأفهام، عملاً بمبدأ فرّق تسد، فهو يطلق عبارات يتلقفها بعضهم لتصفية الحسابات بينهم، غير مدركين أو مهتمين بأن أثرها يصب في مصلحة كيان غاصب هو مصنع كل الكوارث. ولو كان هذا الاستقطاب انحصر في يهود يدعون إلى السلام أو لهم جهود معتبرة فيه، ويفضحون ممارسات إرهاب الدولة التي تقتل وتهدم المنازل لكان الأمر معقولاً وإيجابياً، لكن إعلاماً بمثل هذا الأداء ليس سوى ماكينة من دون إحساس أو ثوابت تتلقف كل ما يصل إليها، تملأ الفراغ ولو بالسم الزعاف.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على فضائيات تعبر عن من؟

  1. لا فض فوك يابو احمد ……جبتها على الجرح الذي بكلام لا يرضي عبيد التخمه اموالهم توجه بدل ان تصب في صالح القضيه ها هي تفتح الباب على مصراعيه لهم …. لتستغل اعلامنا ليصب في صالحهم فعلا , واما الحياد الاعلامي المزعوم فقد وضف للاقتصاد …. وبدلا من شراء او انشاء قنوات تحدم قضيتنا انهم يشترون انديه لكرة القدم ….. تحياتي واحترامي وتقديري لك ولقلمك ولشخصك الكريم

التعليقات مغلقة.