(المزيفون)

الواجهة الرئيسة للتزييف هي تزوير الشهادات، ولم يكن لهذا تأثير لو كان المجتمع لا يقيم اهتماماً كبيراً للشهادة ويضعها مع صاحبها نصب عينيه، لم يكن العمل والإنتاج هو الفيصل في تحديد إنجاز الفرد، بل انحصر في ما ناله أو استطاع الحصول عليه أو الوصول إليه، شهادة أو منحة سواء أتمت علانية أم خلسة.

هذه هي الحقيقة، يعبّر عنها شعبياً بقولهم «وش معه» و«وشو ماسك»، هذا ما يحدد قيمة الفرد في المجتمع إما احتراماً أو إهمالاً، والمتسلق بالشهادة المزيفة هدفه الوصول إلى «مفرص» أو منصب، هو «يحوش النار لقريصه»، لكن نجاحه في الوصول له نتائج مدمّرة على المدى المتوسط والبعيد، لأن فاقد الشيء لا يعطيه، والموقع يحتاج عطاءً يتجاوز التحويش الأناني، ثم إن المزيف والمزور كالمغناطيس سيجذب أمثاله لتغطية زيفه.

كيف يستطيع المزيف الوصول والتمكن؟ يمكن الجزم بأنه لا ينجح في ذلك لو كان النظام صالحاً، وإلا لكشفه ونبذه، لكن هناك من يستفيد من وجود طبقة المزيفين يستخدمونهم جسوراً وأنفاقاً، واجهات يتوارون خلفها قافزين إلى غايتهم، هؤلاء المستفيدون الحقيقيون لا يظهرون على الشاشة، إنهم ليسوا من الممثلين – بحسب الظهور-، بل من المنتجين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليق واحد على (المزيفون)

  1. الذي يحاول خداع الناس بشهادته الوهمية المزيفة يخدع نفسه قبلهم ، ولكن الحمد لله حبل الكذب قصير ! و المشكلة ليست في الغشاش فقط وإنما تشمل من يعرف أنه غش ويتقبله وفي سلوك قبول الغش.

التعليقات مغلقة.