الافتراضي… صورة من الواقع

تقول الطرفة إن سيدة وضعت على موقع «آنستغرام» صورة لشطيرة «سندويتش» جبنة، قطعة خبز محشوة بالجبنة، علقت عليها إحدى المتابعات «ممكن تشرحين الطريقة!»، وعلقت أخرى «هل لديكم توصيل للمنازل؟».

والملاحظ أن هناك هوساً متنامياً في وسائل التواصل الاجتماعي أو الجماعي – وهي أدق في نظري – هوساً بطرح ونشر لغرض الظهور، كل شيء يمكن عرضه من دون اهتمام كبير بالمحتوى، ولا يُعرف السبب هل هو بحث عن الشهرة وإثارة الإعجاب أم تعبئة فراغ؟

وكلما ظهر موقع جديد بفكرة عرض وجذب جديدة أحدث نوعاً مختلفاً من هذه الظواهر، الحقيقة أنها ليست محصورة بمجتمع معيّن، بل هي سائدة في مجتمعات أخرى، القصد أنها ليست ظاهرة محلية. هل هي صرعات وظواهر موقتة؟ ربما، لكنها في كل الأحوال تحدث تغييرات كبيرة في المجتمع تفكيراً وعلاقات بين أفراده لا يعرف مدى تأثيرها المستقبلي، لكن ما يلفت الانتباه أن البحث عن الإعجاب وزيادة عدد المتابعين أو الجمهور دفع بعدد من المستخدمين إلى الابتذال لجمع أكبر عدد من الجمهور، حتى لو أدى ذلك إلى الوقوع في فخ التهريج والمسخرة. في جانب آخر وبالعودة إلى الطرفة في أول المقالة، كشفت هذه الظاهرة مدى تغلغل النزعة الاستهلاكية في المجتمع إلى درجة مضحكة مبكية.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.