انزعج الكثير من تصرف موظف جوازات مع مواطن، ومعهم كل الحق في ذلك، حاولت إدارة الجوازات تهدئة القضية بالصيغة المتعارف عليها «رسمياً».
الواقع يقول إن التعامل المحترف في الوظيفة الرسمية – وحتى في القطاع الخاص بنسبة أقل – يعاني من ضعف كبير، وكثرة الكاونترات الفارغة من الموظفين مشاهدة في قطاعات مختلفة، يخيل إلي أنها تستخدم كـ«عدد» في تقارير الإنجازات الرسمية، أو أنها جاءت مع مشروع المقاولة. هي تشبه بوابات مبانٍ رسمية على كثرتها لا يستخدم منها إلا واحدة.
وفي المطارات هناك كاونترات مخصصة للمواطنين ومواطني دول مجلس التعاون، سواء عند المغادرة أم العودة، وهذه «القيمة» للمواطن متعارف عليها في مختلف دول العالم واحترامها من احترام حقوقه، أما التفريط بها، فلا يعني إلا عدم كفاءة وعدم احترام لهذه «القيمة»، وحينما تضع لوحة «رسمية» يجب أن يحترمها الموظف الرسمي قبل غيره!
ونحن حينما نسافر نقف في صفوف طويلة وبجوارنا صف شبه فارغ لمواطني ذلك البلد، والمشاهد أن الارتجال سائد، والوظيفة هي في تقدير البعض حقٌ للتسلط، لذلك يقول الناس في سؤالهم لمعرفة قيمة ذاك الشخص «وشو ماسك؟»، فهناك إمساك بالقبضة يمنع ويمنح، وإذا لم يتغير مفهوم الوظيفة إلى الخدمة باحترام ومن دون منة أو أذى، لن يتطور شيء بتعميم أو جزاء فردي لموظف، لأن «السلوك» سيتكرر في هذا القطاع أو في غيره، هو واقع يدارى بالسؤال أين توظفت؟ بدلاً من «أين تسلطت؟».