«نجم».. وعلى المتضرر اللهاث!

ليس من أهداف الخصخصة أن تحتكر فئة أو قطاع خدمة ما، كما أن ليس من أهدافها إنشاء محطة بيروقراطية جديدة، بل على العكس، من أهداف الخصخصة الرقي بسرعة إنجاز الخدمات، وخفض رسوم وتكاليف، هذه المقدمة ضرورية لإنعاش الذاكرة.

كنت اقترحت على شركة نجم المتخصصة في مباشرة الحوادث استخدام الدراجات النارية بدلاً من السيارات للتخفيف من اختناق الحركة المرورية، فأرسل إلي أحد الإخوة القراء تجربة له مع الشركة.في غيابه عنها، اكتشف الأخ «أبو عبدالله» أن سيارته تعرضت للاصطدام، ثم وجد قصاصة ورق صغيرة جداً وضعت في الجانب البعيد عن السائق، لا أسهل من احتمال فقدانها، ورقة من شركة نجم تطلب منه المراجعة، ليس فيها رقم اتصال وخانة رقم لوحة من صدم سيارته فارغة.

بحث عن رقم للشركة، ثم اتصل فأخبره من رد عليه بضرورة الاتصال برقم آخر وفي أوقات الدوام الرسمي، وهذا ما كان، لكنه لم يستفد من الاتصال في شيء، إذ طلب منه الحضور إلى مكتب الشركة في حي الربيع، حضر وانتظم في طابور طويل ليحمل بأوراق جديدة، عليه أن يسعّر كلفة الإصلاح من ثلاث ورش، ويدفع 60 ريالاً نظير التسعيرة، وبعد هذه المشاوير، أرسل مع أوراقه إلى شركة «ملاذ» للتأمين، فهي الشركة المؤمن لديها من صدم سيارته. انتظم في طابور آخر في مكتب صغير من الساعة 12 ونصف ظهراً إلى الثالثة إلا ربع، ثم طلب منه رقم حسابه والتوقيع على تسلم قيمة الإصلاح الذي سيودع لاحقاً في حسابه، ولا يدري متى.كل هذا وصاحبنا أبو عبدالله هو المتضرر ولا ذنب له.

والزبدة ماذا حقق ظهور «نجم» سوى مزيد من المحطات البيروقراطية.

هذه هي الخصخصة في بلادنا تحافظ الشركات على مصالحها، وعلى المتضرر دفع الثمن.

في رسالته قارن أبو عبدالله بين تجربته وتجربة أخرى لصديق له قبل 20 عاماً في بريطانيا في بلاد الضباب، وفي اليوم التالي للحادثة جاء مندوب شركة التأمين إلى منزل المتضرر بكل الأوراق مع كل العناية والاحترام وسلمه حقه.

ونسأل الخصخصة في الواقع لمصلحة من؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «نجم».. وعلى المتضرر اللهاث!

  1. محمد كتب:

    نفس الشيء حيث قبل صلاة العصر صدم سيارتي قلابي وهي واقفة عند الباب وبعد عدة اتصالات وصل المندوب لنكمل الاجراءات بعد صلاة المغرب حيث احضرت كرسيا وجلست عليه طوال فترة الانتظار وقررت أن يكون الكرسي في السيارة للاحتمالات الأخرى في المستقبل.

    ذهبت الى المقدرين في العروبة ولم انتهي الا واذان المغرب يؤذن وبعد الملاطفة وجزاك الله خير وافق آخر موقع على أن ينهي المعاملة والا فانني سأنتظر الى الغد.

    وذهبت الى أمانه للتأمين التعاوني في احد الدكاكين وأخذت رقم 147 لينتهي الدوام وآتي في اليوم التالي من الساعة العاشرة الى الثانية والنصف وأستعين بالكرسي لأن أماكن الجلوس لا تكفي حتى كبار السن والآن أنتظر لمدة ثلاثة أسابيع بعد العيد لصدور الشيك ولن يتصل على جوالي بعد طباعة الشيك ولا يوجد رقم للاتصال للسؤال هل الشيك طبع أم لا بل علي بعد ثلاثة أسابيع أن اشد الرحال الى دكانهم وأسأل عن الشيك والله ولي التوفيق

    استهتار بالمواطن وقلة أدب وحياء ومن أمن العقاب اساء الأدب
    واليوم زيادة في اقساط التأمين بنسبة تسعين في المائة وموظف واحد في دكان هو من يستقبل المطالبين مع رجل أمن يكاد يبطش بك اذا سألته عن شيء

  2. محمد العنزي كتب:

    المشكله هي أن هذه الشركات تستخدم السوفتوير العربي وليس الأجنبي عند برمجة نظام التشغيل في مدرائها، والفرق بين نظامي التشغيل هو أن المدير العربي يرى بأنه أدى عمله بكل أمانه ورضى عندما يخرج من عنده العميل بأقل خساره مادية للشركة وإن أمكن بخفي حنين فهذا هو المراد، أما المدير الأجنبي فيرى أنه أدى عمله بكل أمانة ورضى عندما يخرج العميل من عنده وهو راضي حتى لو كلف ذلك الشركة مادياً.

التعليقات مغلقة.