الديزل وأكلة لحوم البشر

 

 هناك حملة للتحذير من الإسراف في استهلاك الطاقة وضرورة الترشيد، وهذا مما لا يختلف عليه اثنان، حتى ولو كنت على نهر جار من الماء أو النفط، ويتردد أكثر أننا نستهلك من الوقود كميات ضخمة، الديزل والبنزين، وللإقناع تتم المقارنة بمستويات استهلاك في بلدان أكثر تقدماً وسكاناً، ولمزيد من إنجاح هذا التوجه وتعميق إيمان أفراد المجتمع بهذه الرؤية الجميلة يفترض كشف الفاقد من الديزل، خصوصاً بين ما تضخه «أرامكو» وما تتسلّمه فعلاً شركة الكهرباء فيذهب فعلاً إلى مولداتها؟

نريد معرفة كم هي الكميات المفقودة وأين فقدت ومن كان وراء ذلك وماذا تم من إجراء؟ إلا إذا كان هذا لا يحتسب ضمن «الاستهلاك والترشيد» وكفاءة الطاقة!.


الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين مرخصة منذ عام 1992، ماذا قدمت للمهنة كل هذه السنين الطوال؟ بل ماذا حدث «محاسبياً» في موازنات الشركات المساهمة وغير المساهمة؟ ما تملك الدولة فيه وما لا تملك، خلال عقود شهدت «قفزات» اقتصادية؟ هل خفضت من عدد مكاتب الأختام والماكياج المحاسبي، تذكرتها مع إجراء «محدود» لهيئة سوق المال ضد محاسبين.
 ليست القضية في إنشاء هيئات أو أجهزة بل كيف تتم إدارتها.


اقترح على شباب الكوميديا من الذين يتطلعون للبروز في هذا المجال ولهم جهود على «يوتيوب»، وحتى يصبح لمثابرتهم أثر ونجاح، انتقاء الأفكار بعناية أكبر، والاجتهاد في إعداد النص بحيث لا يعتمد على التلقائية فقط. هنا فكرة لمن يستطيع معالجتها بطريقة جذابة ومؤثرة يبرز فيها موهبته، «حوار مع غطاء تفتيش صرف صحي» يكون عنوانه، من أين أتيت بكل هذا الجوع، هل أنت من أكلة لحوم البشر؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.