صورة المسؤول .. زاوية اللقطة

من الطبيعي أن يهتم المسؤول بصورته، والصورة المقصودة هنا بمعناها الشامل لا المحصور بصور فوتوغرافية في وسائل الإعلام، هذه الأخيرة تنشر بهدف الإخبار عن جهود لكن عليها ملاحظات، وهي جزء من الصورة الأشمل التي تترسخ في الأذهان.

 قبل أن أطرح الأجزاء الأخرى آتي بأمثلة على الملاحظات، حينما تلتقط وتنشر صور لمسؤول يتفقد مشروعاً أو يفتتحه يلاحظ أن التركيز يتم على نشر صور المسؤول أكثر من صور المشروع، بل إن الأخير ربما لا تنشر له صورة واحدة، وتصبح «التغطية» الإعلامية غطاء عليه! لذلك معظم الصور لدينا في وسائل الإعلام أقرب إلى الصور الشخصية.

أما الجزء الثاني والأهم في ما يحدد صورة المسؤول لدى الرأي العام جاذبة هي أم طاردة، فهم المحيطين به من موظفيه، كلما كانوا أكفاء محترفين يقدرون المسؤولية تجاه اختصاصات المنصب الذي يشغله المسؤول كانت الصورة أفضل، وكلما كانوا يعملون كيف ما اتفق مجتهدين في إرضائه ولو على حساب العمل وجمهور المستفيدين كانت الصورة سلبية.

 أهمية صور المسؤول بمعناها الشامل الذي عنيته هنا ليست في الترويج لشخصه مع كل الحق له في ذلك من دون تضرر واجبه تجاه الوطن والمواطن، الأهمية تكمن في أن الجهاز الحكومي الآن يواجه مهمة أصعب من ذي قبل، وهي مهمة استعادة الثقة بالقدرة والصدقية، ولاشك أن من أساسيات استعادة الثقة بقدرات هذا الجهاز التخلص من إرث تسبب في فقدانها، جزء منه في الصورة التي تحدثنا عنها، أما الجزء الأخير فهو كامن في نتائج العمل الذي يلمسه المواطن ويستطيع الاستفادة منه بسهولة ويسر ومن دون واسطة واستجداء. ومع صعوبة هذا التحدي لا تجد للأسف تجاوباً مستحقاً لمواجهته من كثير من أجهزة حكومية هي أقرب إلى الجمود على حالها القديم.

 

 

 

 

 

asuwayed@

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.