الشركات وتحسين الصورة العامة

الشركات الكبيرة خصوصاً في قطاع الاتصالات وتجارة السيارات والمواد الغذائية تصرف مبالغ ضخمة على إعلاناتها، وهذا أمر طبيعي لكن الملاحظ على شركاتنا وبالأخص قطاع الاتصالات، انخفاض مستوى الإعلان من الناحية الفنية والإبداعية، بل إن بعض نماذج هذه الإعلانات مسيئة لصورة المواطن والبلد من زوايا عدة، ولا أظن أنه مقصود، لكن ربما أوكل الأمر إلى غير أهله، أو إلى أهل بعيدين عن الأهل، ربما غير مهتمين بتلك الصورة إيجابية كانت أم سلبية، ومع زخم هذه الإعلانات وتكرارها واختيارها فترات ذروة مشاهدة تترسخ صور سلبية عنا، هي لا تمثلنا في الحقيقة أقصد في العموم. لا أعلم هل لدى هذه الشركات تقويم لإعلاناتها يكشف المحتوى وأثره من هذه الناحية، لكن من المفيد الإشارة إلى ناحية أخرى وهي أن الإعلانات أيضاً تخبر عن الشركة وكيفية تفكير إدارتها التنفيذية وحتى مجلس إدارتها ليس عن السوق، بل عن العميل نفسه، إذا كانوا يحترمونه ظهر الإعلان محترماً، وغير ذلك يعني غير ذلك.

ونحن بحاجة إلى عمل شاق وطويل وومنهج لتحسين الصورة التي تمت وتتم الإساءة إليها يومياً، بل لحظياً وفيها من الظلم الكثير، والإعلانات يمكن توظيفها لتحقيق هذا الهدف من دون مساس بهدف الإعلان والشركة المعلنة، وكما يمكن استثمار الإعلان لتحسين الصورة وترسيخ المحسن منها يمكن استثمار الإعلان للمساهمة في القضاء على ظواهر وللتوعية بشكل غير مباشر، في إعلانات سيارات على سبيل المثال حرص على السرعة والمراوغة عند القيادة اهتمام خاص بـ«سرعة الانطلاق!»، وهو مما نشتكي منه في طرقاتنا وندفع بسببه ثمناً باهظاً.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.