لدينا مواهب تتفنن في مصمصة وعرمشة الأفكار الجميلة.. المستوردة أصلاً، التدوير.. إعادة استخدام بعض النفايات، مثل البلاستيك والورق. لأجل هذا زرعت أمانة الرياض لوحات ثابتة على أرصفة المشاة في بعض المواقع، تعمل هذه اللوحات بالطاقة الشمسية كما تقول منصة تعلو هاماتها، أما بطنها وصدرها فقد احتلته لوحة دعائية رحبة كبيرة مضيئة، في الأسفل علبتان في حجم علب الدهانات لتوضع فيها النفايات «التدويرية» كما يفترض. ومنذ أن «نصبت» أضاءت اللوحة الدعائية وخرجت أسماء الشركات والمنتجات مثل المارد، في حين غاب أي ذكر لأساس «المشروع».
ولأن حاوية النفايات الصغيرة منزوية تحت بطن اللوحة الإعلانية المترهل مثل نسخة «غوغل» المخبأة، ستجدها أنظف من الرصيف، وربما يظن بعض المشاة أنها صناديق أمانات لمتعلقاتهم! مع لونها البني الذي يشبه لون مكاتب خرجت منها، ولن أستغرب أن تكلف شركة مستقبلا بجمع النفايات ووضعها في هذه السلال اللطيفة، أو يكلف عمال لتوزيع كروكيات إرشادية للمشاة تدلهم على مواقعها ووظيفتها، ويمكن لاحقاً عمل مسابقات ريادية للبحث عنها في أقصر وقت.
هدف جني أرباح الإعلان «تشعلق» بفكرة التدوير، وبدلاً من تنظيف البيئة يتم إعادة تدوير الإعلان، والنية مطية وسنامها الإعلان؛ الأخ الشقيق للاستهلاك، وما أكثر «المتشعلقين» في هذا البلد.
الدعاية والاعلان من يد نشيط الى انشط ماتغير شيء ولم يستفيد الرصيف الخاص بالمشاة من اي لمحات جمالية