خلال السنوات القليلة الماضية يمكن فهم تشبع شركات مقاولات وأجهزة حكومية بالمشاريع، ما أنتج تعثراً في بعضها، والأرقام لم يعد لها قيمة لأنها بحسب المصدر تختلف، إنما من المتفق عليه أن عدد المشاريع المتعثرة كبير، ما يعني تعطل عجلة التنمية هنا وهناك، لا شك أن هناك أسباباً أخرى تضاف إلى الغصة التي أصابت السوق بهطول عدد كبير من المشاريع دفعة واحدة، يمكن تخليصها تحت عنوان سوء الإدارة من الشركات المقاولة والأجهزة صاحبة المشاريع.
لكن ما لا يمكن فهمه هو الهدر، تبرز هنا وزارة البلديات من خلال أمانات المدن الكبيرة، وبلدياتها مدن أصغر مساحة، وأكبر صورة ملونة تشير إلى الهدر و«قل السنع» هي إعادة رصف المرصوف، وتزفييت المزفت، وتشجير المشجر بعد قلع القديم، وتحت عنوان «التحسين» يتم اقتلاع أشجار كلفت الكثير، وبعد أن وقفت على سيقانها، مثلما يتم إعادة رصف رصيف وضعه جيد بل ربما يكون أجود من الجديد المنتظر.
وفي شارع بحي من أحياء العاصمة «كنموذج»، تحول الرصيف إلى غابة من أعمدة إنارة ملونة لا تضيء، العمود بجوار العمود، وبينهما عمود «دون مبالغة»، والصخور «للزينة ومنع الوقوف» زادت عن الحاجة حتى ألقي ببعضها بجوار الرصيف المجدد، والظاهرة البلدياتية تتعدى العاصمة إلى محافظات أخرى، والصورة على الإنترنت من بعض سكانها تخبرك عن «تناغم العمل البلدياتي»، وفيما يتم الاقتلاع والرصف الجديد تقبع شوارع أخرى من دون أرصفة، أو إنارة وتشجير، بل إن مداخل بعض الطرقات الرئيسية تهشمت أرصفتها – من الكر والفر بين السيارات- من دون صيانة.
ما هو السبب وراء هذا الهدر الممنهج؟ سيقال التحسين، وهنا نريد معرفة تحسين ماذا بالضبط؟
كلام سليم وهدر لابد من إيقافه.ع طاري البلديات فمن أعجب العجب أن رؤساء البلديات في محافظات منطقة الرياض لهم صلاحات مطلقة في حدود المحافظة كعقود المشاريع والنظافة وغيرها لذا نجد التحسن والتغيير والتنافس ع أشده خاصة في الآونة الأخيرة.بينما رؤساء بلديات مدينة الرياض ليس لهم أية صلاحية والمشاريع كلها عند أمانة المنطقة التي أثقلت كاهلها ولو ترك كل رئيس بلدية يعمل في حدوده الإدارية لخلقنا تنافسا شريفاً بين بلديات العاصمة وستجد أن مدينة الرياض أكثر جمالاً وأبهى حلةً وأجمل مماهي عليه الآن .. تحياتي