ماكينة الإرهاب المطورة

تم تغيير الجسم وبعض الشعارات، أما ماكينة الإرهاب فتم تطويرها، فرّخت جيلاً آخر بعد جيل «مؤسسي» تنظيم القاعدة من أسامة بن لادن والظواهري، الأهداف هي نفسها، مع تلوّن الشعارات المرحلية،

لكل مرحلة شعار يستثمر الزخم السائد والمتنامي في المنطقة، من أخرجوا المشركين من جزيرة العرب إلى استهداف المساجد والمصلين الشيعة في الجُمع، الشعار الأول استغل حرب واشنطن وحلف الناتو على أفغانستان، والشعار الحالي يستغل الفتنة الطائفية التي تضرب المنطقة العربية.

ينبغي هنا استرجاع بدايات ظهور داعش، تهريب أو هروب مسجونين بأعداد كبيرة وبطريقة مسرحية من سجن في العراق أيام حكم نوري المالكي إلى سورية، ثم إعلان الدولة بالشعارات «المرغوبة» والجذابة لبعض السذج، وانفصالها عن تنظيم القاعدة الأم.

ولا أعتقد أن هناك انفصالاً في الغايات والأهداف، لكنه صراع سلطة على رأس التنظيم الإرهابي على التوجيه، مع كل ما نشر عن خلفيات البغدادي الاستخباراتية وأعوانه.

في واقع الأمر التنظيمات الإرهابية من داعش والقاعدة وغيرهما ليست سوى مجاميع مرتزقة مسلحة، الرؤوس التي تديرها بعيدة عن قواعدها والإدارة تتم بالشعارات البراقة تستدعي التاريخ لغة وعبارات وأحداث ورايات.

لكن داعش أقوى من القاعدة، حيث مكن «بضم الميم» من أرض وتجارة نفط مع دول ومافيات جهاراً نهاراً، وجرى تسليحه بتسليمه أسلحة الجيش العراقي «الحديثة»، وغض الطرف عن تنامي عناصره، وفي التضخيم الإعلامي التوحشي لبث الرعب حدث ولا حرج مع قطع الرؤوس بالبث المباشر لمختلف الطوائف.

داعش ينتقي جنوداً له  سعوديين للإرهاب في السعودية  وتونسيين لتونس  وليبيين في ليبيا  وعراقيين في العراق،

لكن الأخير وبسلطة الاحتلال الإيراني ودعم أميركي تتعامل مع كل السنة على أنهم دواعش انتهازاً للفرصة ولمزيد من الاستدعاش، إن دور رعاة الإرهاب من دول واستخبارات واضح في تمكين داعش من ماكينة الإرهاب القديمة والمطورة.

ونحن يجب أن نواجه مرتزقته على أنهم إرهابيون مرتزقة يستخدمهم من يدفع لهم إما المال أو جواز السفر للجنة، وهدفهم أن يحل الخراب بالجميع.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.