تصفيات وتشفٍّ!

الحمد لله أن وسائل التواصل افتراضية لا تتجاوز التواصل بالحروف والكلمات قراءة وسماعاً، ولو استحدث مصممو هذه الوسائل أدوات أخرى مادية، لربما وصلنا إلى مرحلة تتجاوز الخلط إلى العجن! المساحة الأكبر في هذه الوسائل عربياً وخليجياً تحولت إلى ساحة لتصفية الحسابات والتشفي، تراشق شحن متبادل واتهامات من هنا وهناك بألوان متعددة، وهي أفضل بيئة مناسبة لتغلغل الأعداء وشق الصفوف، ورمي الإشاعات، وعلى رغم كل التحذيرات من خطورة التصنيفات على المجتمعات ما زالت تنشط وتزداد، فالخصومة هي الحاضرة وهي الدافع الأول للفعل والقول والحكم حتى على النوايا.

الإشكالية أن هذه الوسائل أصبحت واقعاً مغرياً جاذباً ومؤثراً يزداد فيه عدد الحضور والمتابعين، والتغيير الذي يحدث ببطء واستمرارية هو مزيد من الانقسامات في المجتمعات العربية، وإذا كانت النكتة تسخر من جرائم التفجير للإرهابيين في المساجد بالتأكيد على عدم لمس الكرش لأن المحيطين في حال توجس وخوف من ضغط «زرار» حزام ناسف! فإن الواقع يشير إلى أنه مع استفحال حال الاستقطاب والاصطفافات لا يعرف الفرد عن ماهية ولون الأزرار في الرؤوس المحيطة به، وما هو الجاهز منها للتفعيل والتشغيل وفي أية فئة تم تصنيفه للتفجير أم للتسخير.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.