غطاء الأمانة

في الحالة الأولى – المعلنة – لتسجيل كاميرات جريمة سرقة أغطية تفتيش أُعلن أنها «تصرف فردي»، والقصة حدثت في مكة المكرمة. تناقلت المواقع مقطعاً يصور 2 من العمال يسرقان غطاء تفتيش، أحدهما يراقب والآخر يسرق، علقت أمانة مكة على القضية بأنها اكتشفت اللصوص وأنهما من عمالة شركة متعاقدة مع أمانة مكة، وقال مدير الإعلام في الأمانة إنه «تصرف فردي»!

لإنعاش الذاكرة سرقات أغطية التفتيش وإهمالها أزهقت أرواح أطفال أبرياء، وأصابت قلوب والديهم بالأسى والحزن والحسرة، أثناء تركز الضوء على تلك المآسي تراشقت الجهات المعنية المسؤولية وتوقفت مع توقف الاهتمام، وعند اكتشاف سرقة تصبح الحالة فردية!

كيف تم توصيف الحالة بالفردية، حتى الجريمة قام بها اثنان؟! وأمانة مكة لم تخبرنا عن نتائج تحقيقات لو تمت وإلى أين امتدت؟!، والوزارة صامتة.

كان الأولى غيرة على أرواح الأطفال وسلامة الناس والمجتمع قبل الاهتمام بالممتلكات العامة أن يفتح ملف الشركات المتعاقدة مع الأمانة ودور عمالتها في قضية سرقات أغطية التفتيش، وعلاقاتها مع باعة الخردة وتدوير المعادن إن وجدت.

هذا «التوصيف» أي التصرف الفردي، يخبر عن حال الوعي في الأجهزة الحكومية التي تضع اللوم دائماً على وعي المواطن! وفي كل أنحاء العالم ينطبق المثل الشهير: «رجل الديك تجيب الديك»، إلا عندنا رجل الديك لا تأتي ولا ببيضة، رجل الديك إذا تم الإمساك بها في بلادنا نكتشف أنها رجل صناعية… ويطير الديك!.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.