حينما يدعى أحد للمشاركة في وسائل الإعلام، وخصوصاً القنوات الفضائية، يسألونه ماذا تود «وأحياناً ماذا تحب؟» أن نضع تعريفاً لك قبل اسمك في اللقاء، سواء أكان لقاء مطولاً أم مشاركة للتعليق على خبر في نشرة أخبار أو برنامج يتابع أحداث الساعة، وكل شخص و«شطارته»، البعض يستغل الموضوع مثل استغلال آخرين للسيرة الذاتية فيود الواحد منهم لو وضع أي نشاط حتى ولو كان شراء مقاضي للمنزل في السيرة الذاتية، لهذا يحرص البعض في هذا الجانب على ترأس لجان ومشاركة في أخرى حتى لو لم يكتبوا عنها حرفاً أو يحركوا فيها ساكناً فالهدف «تسمين» السيرة الذاتية.
في الإعلام، المسألة أكثر خطورة لأن التعريف بالشخص يصبح توصيفاً «مؤكداً» تتناقله وسائل الإعلام الأخرى ويتحول إلى حقيقة لدى عموم الجمهور، وإذا كان له صلة بالسياسة أو الاقتصاد سيعبر البحار لتصبح «شهرة» عالمية.
لذلك، إذا كان في «نفسك» شهادة في تخصص ما أو أحببت أن توصف بمنصب غير واضح المعالم يمكنك الحصول على ذلك ببساطة، فقط تعرف على بعض العاملين في القنوات الفضائية حتى تتم استضافتك ومن يد إلى يد سيعودون إليك ليسألونك عن التعريف الذي يناسبك، عندها فصل المقاس المطلوب ولن يسأل أحد. ولا شك في أن الذي لا يحترم الجمهور والمجتمع لن يفكر أو يهتم بتصحيح معلومة «لامعة» غير صحيحة ربطت أو ارتبطت باسمه، وليس هذا من الأمانة ولا المهنية، هو لا يختلف عن الشهادة المزورة التي يتزين بها أحدهم بعد ما قام بشرائها، الفرق أنه أمام الناس لم تصدر عنه بل صدرت عن آخرين.
وسائل الإعلام وخصوصاً الفضائيات وفي ركضها التنافسي المستمر ليست بالدقة التي يتوقعها غالبية المشاهدين المتابعين، المسألة نسبية بين وسيلة وأخرى، لكنني لاحظت أن الغالبية تعتمد على الضيف لوصف نفسه سواء بشهادة أم خبرة أم وظيفة مرموقة، وكأنها هنا تضع المعلومة على مسؤولية الضيف، لكنها في الواقع تتناسى وتتنصل من مسؤوليتها.
اتمنى لو تم رفع سقف هذا الموضوع الى مستوى أعلى خصوصا أنه أصبح لا ييستضاف الا من لديه دال وانا شخصيا اعاني من تليقبي بالدكتور ويجب أن يتم استضافة المتحدثين في الاعلام بدون ألقاب ويكتفى باسمه مسبوقا ب السيد فلان