نفتقد للصدقية في نقل وتناقل المعلومات «اجتماعياً»، الدقة هنا في حالة من السيولة، فبعد شيء من حرارة الأسئلة تتحول إلى غاز يتبخر، وعلى السطح تبرز المراوغة ومعها الاستغفال، حتى في مجال الحث على العمل الخيري للمستحقين، هناك من يستغل ذلك حتى أصبح متخصصاً فيه، ليس من الموظفين المؤتمنين فقط، بل ممن يشار إليهم أنهم متطوعون ومحتسبون، ولا يمكن الجزم بأنه متعمد أم عن جهل، لأن لكل حالة خصوصية، وليس هناك إحصاءات أو دراسات في هذا الجانب، الشائع أن هناك من يدعي الفقر للحصول على المال السهل، لكن هناك جوانب أخرى.
فاعل خير علم أن سيدة تعرف أيتاماً وتجتهد في إيصال المساعدات لهم.
تواصل معها وحصل على العنوان، وقرر زيارة منزل الأيتام، والمفاجأة أنه وجد شباباً قادرين على العمل، قانعين بالبطالة.
ويظهر لي أنه ولا بد أن ندون تعريفاً يحدد من هو اليتيم، لأن استغلال اليتم متشعب، لدرجة لم تعد تعرف فيه صدق ما يصل إليك إلا بعد التقصي والتحري.
بخلاف الإيواء والمعيشة ماذا عملنا للأيتام؟ أين يذهبون بعد ما يكبروا ليخرجوا من دور الإيواء؟ هل يستطيعون الاعتماد على أنفسهم؟ المعروف أنهم ضعفاء حتى في خبرة التعامل مع المجتمع والحياة العامة، التي قد تصل إلى درجة الصفر.
الفكرة أن يستحدث برنامج لتدريب الأيتام على العمل والمشاركة الإيجابية في المجتمع، من هنا اقترح على وزارة العمل أن تعامل توظيف اليتيم الحقيقي باحتسابه بشخصين أو ثلاثة تمييزاً لهم، للحث على دعمهم، وتحقيق الفائدة منهم ولهم، كما يتم مع ذوي الظروف الخاصة.
يبقى على وزارة العمل مع وزارة الشؤون الاجتماعية أن تضع برنامجاً بشروط صارمة واضحة يكون هدفها هو إعداد الأيتام للعمل المنتج بالتدريب أولاً، ومنع استغلال صفة اليتم أو التزوير، الذي هو هنا أي في حالة برنامج توليد الوظائف للأيتام أسهل من غيره لأن «الشهادة» هنا لن تصدر إلا من جهة رسمية معنية باحتضان الأيتام ورعايتهم. الفكرة إضافة إلى فوائدها ستحل مشكلة تعاني منها وزارة الشؤون الاجتماعية وجهات خيرية ترعى الأيتام.