أغلقت وزارة التعليم مدرسة خاصة هي مدرسة البحر الأحمر العالمية بمحافظة جدة إغلاقاً نهائياً بحسب ما نشر، والسبب المعلن وفاة طفل عمره خمس سنوات في شهر أكتوبر الماضي داخل حافلة للمدرسة، وكان المتحدث باسم شرطة جدة قد قال: «إن سائق الحافلة لاحظ وقت خروج الطلاب في نهاية اليوم الدراسي وجود طفل بداخل الحافلة فاقداً للوعي»، فيما نقل عن تعليم جدة أن الحافلة تتبع مؤسسة نقل خاصة تعاقدت معها المدرسة.
ومؤكد أن لدى وزارة التعليم أسباب قرار لإغلاق نهائي، فليس هذا موضوع المقال بل في جزء آخر مرتبط به وأكثر أهمية.
من الواضح أن الوزارة ألقت بكامل مسؤولية وفاة الطفل على المدرسة لكنها لم توضح ذلك بالتفصيل، ومن الأهمية بمكان التوضيح المسهب لمجريات التحقيق والنتائج التي توصل إليها، إلا إذا اعتبرت الوزارة أن هذا «سري»، والأهمية تكمن في أن النقل المدرسي ودخول وخروج الطلبة من المدارس الخاصة والعامة في حالة يرثى لها منذ زمن بعيد ولم يتغير بتغير الوزراء ولا النواب، وكنت قبل عدة سنوات حضرت ندوة عن السلامة في وزارة التعليم قبل أن يحذف من اسمها «التربية»، وحرصت وقتها أن التقي بعدد من كبار مسؤولي الوزارة، ومن حظيت بلقائه قلت له عن هذه المشكلة وأهمية العمل على فرض انضباط عند دخول وخروج الطلبة وطريقة نقلهم. لكن على رغم الاستقبال الطيب لم ينتج عن هذا تفاعل أو تحرك، وقبله كتبت عدة مرات في هذا الخصوص.
إن مسؤولية المدرسة الخاصة لا تعفي الوزارة من المسؤولية، فهي من خلال إدارة مختصة رخصت ويفترض أن تراقب من رخصت لهم وتصلح أي انحراف أو خلل في وقته وليس بعد فاجعة أسرة بطفلها، وألا تتحول الوزارات إلى جباية أموال الغرامات ومصدر نفوذ لإغلاق أو عدم إغلاق دون أدنى مسؤولية عليها.
ولم تأتِ في الأخبار المنشورة إشارة لمؤسسة النقل الخاصة صاحبة الحافلة، ولا أعلم السبب لأنه من غير المنشور الداخل في دائرة «التعتيم»!؟ ومن يرى تعامل سائقي هذه المؤسسات في القيادة و«نطل» الطلاب والطالبات والوقوف على عجل، يعلم أن وزارة النقل طرف في القضية، وهو سيقودنا أيضاً إلى أطراف أخرى، من مدرسة دله لقيادة السيارات إلى المرور، لكن كل هذا في مصبه النهائي يقع تبعية إصلاحه على وزارة التعليم لأنها المسؤولة عن سلامة الطلاب.
إذا لم ينتج من هذه الحادثة المحزنة نظام واضح وتحديد مسؤولية الوزارة نفسها قبل غيرها فإن أثر إغلاق مدرسة محدودة وربما تنقذ مدرسة أخرى أو مدارس من الإغلاق ولن يتعذر إيجاد السبب.