الاهتمام بتحسين أوضاع الفقراء وتفقد المحتاجين يبلغ ذروته قبل وأثناء شهر رمضان الكريم، وبعد العيد السعيد يبدأ الاهتمام الإعلامي والحضور حتى للجمعيات الخيرية بفقدان بريقه.
هذه عادة موسمية، حتى إن بعض الأثرياء ممن يحرصون على توزيع زكواتهم وصدقاتهم في شهر رمضان يتوقفون عن ذلك بعد انتهاء الشهر الفضيل، ولن استغرب أن الضخ المالي الخيري في شهر رمضان يفيض ويتبدد إلى غير المحتاجين، ولو تمت برمجته لحقق نتائج أفضل. والمعنى أن هناك 11 شهراً أو لنقل عشرة أشهر يخف فيها صوت الاهتمام بالفقراء والمحتاجين، ربما أيام اشتداد البرد يرتفع الصوت لاحتياجات الشتاء،
وإذا عدنا إلى تاريخ الافتتاح الرسمي لملف الفقر سنجد أننا لم نحقق الكثير، في البداية انشغلنا كالعادة في التعريفات والمصطلحات ثم جرى تغيير اسم صندوق الفقر إلى صندوق اجتماعي، ولا يعلم ما هي الإنجازات «الفعلية» التي لمستها الأسر الفقيرة من عمله طوال السنوات الماضية، حتى التقييم الرسمي نفسه لهذه الأعمال أو «الدوام» لا يبرز اهتمام به في المعلن على الأقل، ولم يعد بالإمكان الاطمئنان للدعاية الذاتية من وزارة أو هيئة أو جمعية.
الصناديق رغم رؤوس أموالها الضخمة غائبة عن التقييم الدوري الشفاف والمعلن، كل وزارة لديها صندوق هي المسؤولة عن هذا الصندوق فقط ولا لغيرها حضور رقابي.
وبعيداً عن الجهد الحكومي لـ«مكافحة الفقر»، أسرد تجربة لفاعل خير من دون «طنطنة» إعلامية، بوسائله الخاصة اكتشف أن امرأة تعيش على الكفاف ولديها ابنتان معاقتان، تواصل معها وقرر الكفالة المالية للأسرة خاصة الفتاتين المعقوتين، استمر على ذلك يحضر بنفسه أو مندوبه كل شهر ليقدم مبلغاً من المال يفي بالاحتياجات أو يزيد، بعد فترة استحسن فكرة إيجاد فرصة «عمل» للمرأة ليس عن طريق توظيف بل بترغيبها بمهنة، يوفر لها أدوات الطبخ والمواد اللازمة لتقوم بتجهيز وجبات لمعلمات المدارس من حولها، اقتنعت المرأة وبدأت العمل، خلال أقل من سنة اتصلت به المرأة لتقول بعد الشكر والدعاء له إنها لم تعد تحتاج إلى مساعدات مالية بل أصبحت لديها عاملتان لزيادة الطلب، وأخبرته بسعادة أنها صارت تتصدق بصفة دورية على بعض الأسر المحتاجة، وبدلاً من الحاجة والسؤال تحولت المرأة إلى منتجة وفاعلة خير.
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ 02/03/1437هـ الموافق 13/12/2015م
الاستاذ/ عبدالعزيز السويد الموقر ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
أقرا ماتكتبونه في جريدة الحياة في عمود “احياناً” وقد قرأت ماكتبتموه تحت العنوان “مواسم الفقراء” يوم الاربعاء 9 ديسمبر وسررت كثيراً لما وصل اليه حال المرأة معيلة الطفلتين المعاقتين وما قام به فاعل الخير جزاه الله خيراً وهذا هو المقصد الحقيقي للشريعة الغراء من فرض الزكاة بأن يمحى بقدر الامكان الفقير من قائمة الفقر وذلك بتوفير مايحتاج اليه كل على قدر استطاعته وموقعه بحيث توفر له العمل المناسب الذي يدر عليه ما يحتاج لنفقته وقد يصل به الى ان يتصدق بعد ان كان يطلب الصدقة كما في حال المرأة المذكورة .
نامل ان نرى ونقرأ دائماً مثل هذه التوجيهات الهادفة وفقكم الله واعانكم.
هذا وتفضلوا بقبول ازكى تحياتنا،،
حسن بن علي السقاف
13/12/2015م