كتب أحدهم على «تويتر» أنه يلتزم توزيع آلاف من «الحبوب» على المدارس إذا ثبت أن اللاعب محمد نور استخدم المنشطات، بعدها تدخل حساب مكافحة المخدرات على الموقع الشهير رداً عليه بالقول: «إنه مسؤول عن هذه التغريدة» وطالبه بحذفها وفعلاً تم الحذف. موقف المكافحة بالرد جيد، لأن استسهال الاستظراف والتنكيت عن المخدرات ضرره عميق وبعيد الأثر.
وفي كل أسبوع تقريباً يعلن عن ضبط ملايين الحبوب المخدرة. لم يترك شيء إلا واستخدم للتهريب بما لا يمكن حصره من رفارف السيارات وخزانات وقودها إلى قوائم الطاولات والأنابيب وأخيراً البصل. شاهدنا رجل جمارك يقطّع بصلاً أحمر لتظهر أكياس حبوب الكبتاغون أو بنت عمها. كثرة عدد حالات الضبط تعني تكاثر محاولات التهريب، واحتمالات أن ما وصل إلى البلاد كميات أكبر، هذا المتوقع، إلا إذا ذكرت لنا مكافحة المخدرات أسباباً أخرى.
ومنذ زمن يُتداول أن مصادر هذه الحبوب تأتي من «معامل» في لبنان وسورية بدرجة رئيسة، إما أن تكون عمل عصابات أو متنفذين مستفيدين أو خليطاً بين هذا وذاك، وكانت العلاقات السياسية المعلنة وقتها «ربما» دفعت إلى عدم الإعلان عن مسؤولية هذه الدول أو الضغط على حكوماتها، وكان بالإمكان ذلك، وحتى حينما كشفت السلطات اللبنانية عن معمل وآلات لصناعة وتعبئة المخدرات لمحسوبين على حزب إيران في لبنان، لم يصدر ما يشير إلى اهتمام من السلطات في السعودية والخليج.
وكما حدث في المجاملات السياسية، تكرر هذا.
الآن الأوضاع اختلفت، وحرب تهريب المخدرات ضخمة. هي محاولة اجتياح تبرز صورتها في نجاحات رجال المكافحة والجمارك في الضبط والقبض، لكن، هل سيحقق هذا التأهب الهدف المطلوب، أم لا بد من ساند له؟
الساند الذي أطالب بتفعيله هو الضغط على حكومات الدول التي اشتهرت كمصادر للمخدرات، والتهديد بـ…، ثم منع السلع التي تستخدم للتهريب، ليكون لهم نصيب في المكافحة والحد منها، بدلاً من الضغط الحاصل على أجهزتنا الأمنية وضياع شبابنا.