العيون الطويلة

قرر الشيخ مدهن استبعاد أستراليا من قائمة الدول التي ينوي زيارتها، كان قد وضعها في «الخاطر» بعدما قرأ وسمع عنها الكثير، لكن بعد نشر الملحقية الثقافية السعودية في أستراليا سلسلةً من الإرشادات لطلابها المبتعثين، فرش الشيخ مدهن الخريطة ووضع علامة إكس على أستراليا. الملحقية قالت: «إن التعامل مع الجنس الآخر في أستراليا رجلاً كان أم امرأة قائم على الاحترام وحسن النية، فالابتسامة والضحك وحسن التعامل من الطرف الآخر لا تعني بالضرورة رغبته في بناء علاقة عاطفية».

وكل هذا يعلمه الشيخ مدهن حق العلم، ولا يختلف معه على الإطلاق، لكن ما أزعجه، وجعله يعيد النظر في قارة أستراليا كلها بسكانها الأصليين والمهاجرين، هو أن القانون -بحسب ما شددت الملحقية- يصنف تحديق النظر على أنه تحرش جنسي قد يتحول إلى قضية جنائية. ساخر علق الشيخ مدهن على الخبر قائلاً: يعني أي واحد أو وحدة أطالع فيها ترفع علي قضية، أحسن الواحد يسافر وهو مغمض!؟، وتابع قائلاً: أصلاً ما نسافر إلا حتى «نشوف وننشاف»!.

يعتبر الشيخ مدهن تحديق النظر من «الطاقة المتجددة» وهي بالنسبة إليه مثل طاقات الرياح والشمس، كل صباح تتجدد بمحفز الفضول و«الاكتشاف» هو يهرب من مفردة «الشفاحة»، ولا يرى في تحديق النظر قلة أدب وانتهاكاً لخصوصية الآخرين، سواء أكانوا يمشون أو يأكلون، وحينما تلتقي عيناه بعيون آخرين من رجال أو نساء يواصل التحديق؛ لأنه من «قلة المراجل» أن يبادر هو بصرف النظر، فهي من متع السفر. التفحص الدقيق للآخرين مثل جهاز سكانر يواصل «السكاننق» من الرأس حتى أخمص القدمين مع عودة مكوكية إلى محور الارتكاز: العيون! الشيخ مدهن يحمد الله -تعالى- على أن هذه «العقد» الغربية لم تصل إلى بلادنا. تخيل لو أن هذا «التغريب» حط رحاله في البلاد، ماذا سيفعل مدهن وغيره عند إشارات المرور وفي ممرات المولات وصالات الانتظار، كيف سيقضي وقت «فراغه»؟ إذاً.. «بلاها ذا الأستراليا».

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.