لجنة التحقيق في حريق مستشفى جازان تجزم بأن سببه تماس كهربائي، قبل انتهاء أعمالها!، ونشرت «الحياة» يوم أمس عن عضو في اللجنة قوله: «أنه تم فك اللغز، واتضح أن التماس الكهربائي سببه نقطة تماس، كانت في جهة، وموقع انطلاق الحريق كان في جهة أخرى»، وأضاف: «أن المستشفى يفتقر إلى كواشف الحريق والدخان، وأن صافرات الإنذار كانت تعمل بصفة مستمرة، ويتم إطفاؤها من طريق المستشفى، من دون أن يتم عمل صيانة وكشف دوري عن عملها الدائم، حتى أصبح الكادر المناوب متعوداً سماع صوتها باستمرار».انتهى الاقتباس من الخبر.
لم يكن هناك لغز، ولاسيما مع محضر الدفاع المدني المنشور، والصمت حول من تسلَّم المبنى وكيف تم ذلك من دون نظر إلى المخالفات!
أعود إلى جرس الإنذار والكادر.. لا شك أن صوت جرس الإنذار مزعج، وحين ينطلق يصاب الناس بالخوف وربما الهلع، ينغِّص لحظة السكون والدعة، لذا لا أحد يحب «صوت» جرس الإنذار، ولأنه في حالة مستشفى جازان ينطلق وتقفله الإدارة..» أصبح الكادر المناوب متعوداً على سماعة باستمرار».
هذا التعود جعل الكادر يعتبر جرس الإنذار كاذباً أو مضخماً ربما السبب ليس إلا دخان سيجارة موظف منزوٍّ أو مع مديره، والجرس يبالغ!
هذه الصورة الصغيرة لواقع «جرس الإنذار والكادر»، والتعامل معه يمكن تكبيرها لتشمل مفاصل التنمية في الوطن.
وأزعم أن عدداً لا بأس به من الكُتاب يقومون بدور جرس الإنذار؛ تحذيراً عن الأخطار والأخطاء الحالية والمستقبلية في شتى مناحي الشأن العام من خطط وبرامج تمت أو يُنوى إتمامها، يطالبون بأجهزة فاعلة أو كواشف للدخان؛ حذراً من الحريق، حتى أصبحوا يوصمون بالإزعاج مثل جرس الإنذار في مستشفى جازان، وقد لا يتم «قفل» جرس الإزعاج هذا؛ لأن صوته صار ضعيفاً معتاداً عليه، لا قيمة له مع كثرة المواليد من أصوات الطبول المغردة، وأزعم أن للطبول دوراً كبيراً في مجتمعنا، وهو دور محتفًى به. الطبل هو الأداة الموسيقية الوحيدة المعتمدة في مجتمعنا فلا يُذكر خلاف عليها، لذلك تطفو الطبول على السطح لتتصدر الواجهة وتتحول إلى جرس احتفال، ومعذرة من الشاعر في ذلك الزمن البعيد، في زمننا هذا يمكن القول:
(ونحن أناس لا توسط عندنا** لنا -الطبل- دون العالمين أو القبر).
asuwayed@