ليلة البنزين!

الشيخ مدهن مبسوط من رفع أسعار الوقود ورسوم الكهرباء، يردد وهو يضحك النكت التي تم تداولها بسرعة بعد قرارات مجلس الوزراء الأخيرة، ولأنه يحب الحلاقين ويكثر من زيارتهم، أعجبته طرفة عامل محطة البنزين ليلة أول من أمس مع الازدحام الكبير على المحطات، إذ علق على الزحمة قائلاً: «الليلة أول مرة أحس بإحساس الحلاق ليلة العيد».

أما النكتة الأخرى التي يضحك منها الشيخ مدهن، فتقول إن مواطناً سأله ماذا ستفعل بـ2016، فأجاب الألفان أسدد بها الدين، والـ16 نمشي بها الحال لآخر الشهر.

بالنسبة للشيخ مدهن لا تهمه هذه الزيادات ولا تفرق معه، سيقوم بتحميلها بكل بساطة في كل ما يبيع على المستهلك، هو مشغول بأمر آخر، استدامة تغيير الأرصفة ببلاط جديد في الشوارع ونمو قطاع المقاولات لديه، مع ابتكار صنوف جديدة من المشاريع البراقة.

معلقاً على ازدحام أناس على محطات البنزين قبل العمل بالأسعار الجديدة قال مدهن وهو يضحك: «على دربك شل جركل».

للدقة لا يمكن أخذ انطباع الشيخ مدهن عن قرارات رفع الدعم عن الوقود والكهرباء كمؤشر عن الرضا من عدمه لأنه بكل بساطة لن يتأثر بها، فهو عينة متحيزة، ولا تمثل القاعدة العريضة من المواطنين.

بل ربما يستفيد ببعض الزيادة عليها من رجل الأعمال في أسعار سلع وخدمات، لذلك فإن الإيهام بأن المواطن لن يتأثر من قرار رفع الأسعار فيه تخدير، ومن الممكن أن يتقبل الارتفاع حينما يرى أفعالاً جادة لإيقاف الهدر الحكومي والسنوات الماضية كانت شاهداً على هدر فاق كل التصورات، من المشاريع المتعثرة إلى غيرها من مشاريع مرتفعة الكلفة.

إذا لمس المواطن مثل هذا الفعل، وانعكس إيجابياً على حياته سيتعاون.

والسؤال الذي يتردد في ذهن المواطن مع خلفية عدم انعكاس إيجابي على معيشته من الحملة الشهيرة لإصلاح أوضاع العمالة، فلا أعدادها انخفضت ولا كفاءتها تحسنت، بل ارتفعت كلفتها وزادت رواتبها مع ثبات دخله هو، لم تستفد من هذا الارتفاع سوى شريحة محدودة من القطاع الخاص.

asuwayed@

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.