من الطرائف التي لا تنسى أن شخصاً من أصحاب الثروات شعر بالقلق وهو يعمل على عقد صفقة ضخمة هل تمر وتنجح كما حدث لسابقاتها أم لا، ومع أنها من فائض النعمة لكن نجاح جديد له طعم ألذ، هداه تفكيره أن يصلي ركعتين ويدعو الكريم المنان لتحقيق حلمه، فكان أن طلب من سائقه التوقف أمام أحد المساجد والوقت ليس وقت صلاة مفروضة.
وبعد أن توضأ دخل إلى المسجد وهو يمني النفس بالهدوء والسكنية ليخلص في الدعاء من دون شرود أو تشويش، لكنه وجد المسجد خالياً إلا من شخص وحيد قد سبقه ساجداً يدعو الله تعالى بحرارة ومسكنة أن يستجيب لدعائه.
انتظر الثري حتى فرغ الشخص الآخر من صلاته ثم سأله عن حاجته ليجيب الآخر أنه مديون بثلاثة آلاف ريال، على عجل أخرج الثري المبلغ من جيبه وهو يبتسم قائلاً: خذه وأمسك الباب!.
الثري هنا يريد الانفراد في روضة المسجد ليتمكن من الدعاء بهدوء ومن دون إزعاج لذلك «استثمر» مبلغاً لا يراه شيئاً في مقابل ما يحلم به، وهو يشبه من هذه الزاوية «الانفراد بالساحة» رجل الأعمال الذي خرج في مقطع على الـ«يوتيوب» قائلاً للمواطنين «كفاية دلع» بسبب ردود الفعل على رفع رسوم الكهرباء وأسعار الوقود.. لكنه من دون أن يدفع من جيبه شيئاً لهم.
تم الدفع باللسان هنا. لدينا طبقية في الدلع والتدليع، وإذا كنا نريد زيادة وتنويع مصادر الدخل وعلى سبيل المثال لا الحصر، لماذا لا يتم رفع الرسوم الجمركية على السلع الفاخرة غالية الأثمان من السيارات البنتلي واللمبرغيني وما في طبقتها إلى اللوحات الثمينة والمجوهرات ذات الأسعار الفلكية.
مثل هذه السلع لن يؤثر رفع الرسوم عليها حتى على من يقتنيها، لأنهم في الغالب لا يعدون النقود.
نستلف «كفاية دلع» من صاحبها ونطالب وزارة الصحة بأن تتوقف عن تدليع بعض المستشفيات الخاصة، وإذا كانت الوزارة تريد رفع أداء الاستثمار في القطاع الطبي الخاص وتحسين صورته السلبية، ومادام هناك نية لطرح أسهم شركة من شركاته للاكتتاب كما ذكرت الصحف، ولإيصال «رسالة» المنظومة الصحية بصدقية وأمانة، نطالب وزارة الصحة بأن تنشر تقريراً مفصلاً عن السجل الطبي والمهني لهذه الشركة، حتى يعلم المواطن الكريم الذي هو لب وهدف وأساس التنمية حجم ومقاس «الدلع» الذي ينتظر طرحه «هو» فيه!.
الحمد لله رب العالمين اننا لم نر الكثير من الاعتراض على الزياده وأن المواطنين متفعمين لحجم التحديات التي تواجه بلدنا الطيب
لدي فكرة وهي أن يفرض على رجال الأعمال الكبار مشاركة صغار المستثمرين في المنشآت الصغيرة والمتوسطة بشكل سنوي فهذا المدلع علينا زيادة دلعة لينجح مع صغار المستثمرين وباستثمارات محددة خمسة ملايين سنويا لعدد من الشركات البادئة على سبيل المثال الشركات البادئة في الجامعات وهكذا نوزع الدلع على الصغار والكبار