هل يستمع وزير الصحة للمهندس علي قاسم؟

سؤال يتردد، متى تعلن نتائج تحقيقات حريق مستشفى جازان؟ ولا نعلم الإجابة، ويبدو لي أن هذا التحقيق لا يحتاج لوقت طويل للغوص في أسباب المأساة المؤلمة وارتفاع عدد الضحايا في منشأة معدة للعناية والتطبيب.

ولذلك أسباب منها ما هو منشور عن حال المستشفى قبل التسليم والتشغيل وملاحظات جوهرية تخص بالدرجة الأولى وسائل السلامة.

لكن خير من ينبئك عن حال المستشفى عند تسليمه من وقف على هذا التسليم ووقّع محضر الملاحظات المهندس علي قاسم شار، مدير الصيانة الطبية في الشؤون الصحية بجازان «سابقاً»، في لقاء نشر قبل أسبوع مع صحيفة الرياض، قال عن الحادث المأسوي: «إنه نتيجة طبيعية لعملية فساد إداري ومالي بصحة جازان على الأخص يجب اجتثاثه»، مضيفاً «أنا أتحدث من واقع وبإثباتات مكتوبة وموثقة، مظهراً هذه الوثائق بكافة تفاصيلها».

وعن الخلفيات قال المهندس علي قاسم: «بتاريخ 24/5/1433 هـ تم استلام المستشفى من قبل شركة صيانة ونظافة، وبعد أربعة أشهر فقط ظهرت 18 ملاحظة على المقاول الرئيس، على أنظمة: التكييف، وإنذار وإطفاء الحريق، ونظام استدعاء الممرضات، والسنترال، والمولد الاحتياطي، والمضخات، والري، ونظام اللوحات الكهربائية الرئيسة.. ولم يتم الرد على ملاحظات الدفاع المدني بما تم إنجازه والمتبقي».

انتهى الاقتباس، وهذا جزء من لقاء مطوّل وفيه تفاصيل مختلفة توضّح أن الفشل إداري رقابي بامتياز، والمؤلم أن المهندس نفسه ويبدو من «حرة الكبد» نشر مقالاً وهو على رأس العمل في صحيفة محلية لم يحددها في عام 1426 هـ عن الفساد!!. ومن المؤكد أن مثل هذه البيئة طاردة للموظف المخلص والذي لا يسمح بمرور خروقات كهذه، لأنه سيوصم بالتعقيد وقد ينقل إلى إدارة هامشية في أفضل الأحوال.

اقترح على وزير الصحة الدكتور خالد الفالح أن يلتقي بالمهندس علي قاسم ويستمع إليه، من المؤكد أنه سيستفيد لمعرفة لوغاريتمات منظومة الصحة بصورة عامة، لأن هذا الخلل هو السائد في الصورة الأكبر للمنظومة، ثم بعد الإنصات والاستماع ينظر هل تجدي وصفة علاج أرامكو لإصلاح حال وزارة الصحة ومستشفياتها أم لا؟

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.