في أسرع مبادرة من نوعها، عرضت كل من روسيا ووزير الخارجية العراقي الوساطة بين السعودية وإيران، هذه في تقديري أسرع مبادرة وساطة دولية، فلم تمر ســــــوى ساعات على رد الفعل السعودي ضد جريمة الاعتداءات على مقرات البعثة السعودية في مشهد وطهران.
الموقف السعودي الحازم بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع طهران كان مفاجئاً فيما يبدو لطهران وحلفائها.
لا يستغرب أن تكون مبادرة الوساطة من طرفي حلف معلن مع إيران، وهي محاولة عاجلة لانتشال نظام ولاية الفقيه في طهران من الســــقطة الدولية السياسية والدبلوماسية، وخصوصاً وهو يسعى لتجميل صورته بعد توقيع الاتفاق النووي، ويخطط لجذب استثمارات أجنبية وإعادة فتح سفـــارات غربية مغلقة، جهود التلميع السياسي هذه قادها روحـــــاني منذ وصوله إلى السلطة بمساعدة وزير الخارجية ظريف، الصورة الآن أن هذا النظام لا يمانع من استخدام مجنديه من الغوغاء ضد البعثات الأجنبية عند كل أزمة أو خلاف.
إن من المهم هنا للسياسة السعودية والخليجية عدم حصر المشـــــكلة في الاعتداءات الإيرانية على المقرات السعودية وإحراقها، بل يلــــــزم وضع تاريخ الإرهاب الإيراني واستغلال الحشود والعصابات الطائفية ضد دول الخليج وفي مقدمها السعودية، إن استغلال موسم الحج كل عام من نظام الملالي بالمســـــيرات السياسية وإحداث الاضطرابات عمل تحريضي وإرهابي موسمي يجب العمل على تجريمه دولياً، ولا ينســـــى ما تمارسه أذرع إيران الميليشياوية في العراق من تهديدات وتعبئة مسلحة معلنة.
إن الملفات التي يمكن فتحها في وجه إيران لتجريمها دولياً كثيرة وضخمة، وسورية في حصار المجاعة والمجازر حاضرة، كما العراق في القتــــــل الممنهج على الهوية الطائفية واستهداف المساجد وصولاً إلى تغيير البنية السكانية طائفياً.
وهناك ملف اللاجئين الأفغان وغيرهم ممن استغلت طهران أوضاعهم ليتحولوا إلى مرتزقة مسلحة تستخدمهم لتحقيق أطماعها.
ستحاول إيـــــران التعمية على المأزق السياسي الذي وقعت فيه وتسارع للحفاظ على ماء الوجه دولياً، لذلك تصدر قراراً بمنع المعتمرين وتعلن أنها ستحقق مع من اعتدى على السفارة السعودية، وربما تصدر الأحكام بشكل عاجل لغرض طي الملف، وهو ملف يجب أن لا يطوى.